روسيا: مجلسُ الأمنِ وجدَ نمطاً مثالياً لآليةِ المساعداتِ عبرَ الحدودِ مع سوريا
قال نائبُ المبعوثِ الروسي لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن، ديمتري بوليانسكي، إنَّ مجلسَ الأمن التابع للأمم المتحدة وجد “نمطًا مثاليًا” لآليةِ المساعدةِ عبرً الحدود السورية، وأنَّ روسيا ستراقبُ عن كثبٍ كيفية تنفيذِها على أرض الواقع.
ونقلت وكالةُ “تاس” الروسية، عن بوليانسكي، اليوم الأربعاء 13 من تموز، قولَه إنَّه “بعدَ اكتشاف النمطِ الأمثلِ لآلية إيصال المساعداتِ عبرَ الحدود، نحن بذلك أعطينا فرصةً ثانية للتنفيذ الصادقِ لجميع جوانب القرار المتعلّقة بالآليةِ خلال الأشهر الستّة المقبلة”.
وتابع، “سنستخدمُ إمكاناتِ الحوارات التفاعلية غيرِ الرسمية في مجلس الأمن، من أجل تتبّعِ التقدّم في القرار الذي اعتمدناه، وتحديدِ مستقبل آلية المساعدات عبرَ الحدود”.
واعتبر بوليانسكي أنَّ الحوارً الصريح والموضوعي حول المشاكلِ في السياق الإنساني في سوريا، سيساعدُ بلادَه على اتّخاذ قرارٍ مدروس بمجرد انتهاءِ فترة نصفِ العام هذه، مشيرًا إلى أنَّه مقتنعٌ بأنَّ التقاريرَ الخاصة للأمين العام وحدها لن تكونَ كافيةً للتمديد.
ولفت إلى أنَّ هناك قدرًا كبيرًا من العمل الذي يحتاج مجلسُ الأمن إلى القيام به الآن على العديد من المساراتِ المحورية، من بينها تعزيزُ عمليات التسليم عبرً الخطوط إلى جميع مناطقِ سوريا، وأنَّ روسيا تدعو الأمينَ العام إلى إيلاءِ اهتمام خاص بضرورة رفعِ العقوبات الأحادية في سياق تداعيات فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد -19) التي لم يتمّ التغلبُ عليها بعد.
وأضاف، “علينا أنْ نعملَ بجدٍّ للقضاء على هذه المشكلة في سوريا، الأمرُ الذي سيعطي المزيدً من الفرص للمانحين للاستثمار في مشاريع الإنعاش المبكّر”.
وأوضح بوليانسكي أنَّ بلاده ستراقب عن كثبٍ تنفيذَ هذه المهام، من بين أمورٍ أخرى، وتتوقع أنَّ يزوّد الأمينُ العام المجلس بمعلومات شاملةٍ عن العمل الذي قام به، بحلول كانون الثاني من عام 2023 المُقبل.
وأمس الثلاثاء 12 من تموز، تبنّى مجلسُ الأمن الدولي القرارَ “2642”، الذي مدّد بموجبه تفويض آلية إيصال المساعدات الإنسانية الأمميّة عبرَ الحدود من تركيا إلى سوريا لمدّة ستّةِ أشهر فقط، وأنَّ تمديدًا إضافيًا لمدّة ستّة أشهرٍ سيتطلب قرارًا منفصلًا من مجلس الأمن.
وكان هذا التفويض، الذي تمَّ تجديدُه مؤخرًا من خلال القرار “2585” المؤرخ في 9 من تموز 2021 انتهى في 10 من تموز الحالي، إذ أتى تصويتُ بعدَ مفاوضاتٍ مكثّفةٍ وصعبةٍ، كانت نقطةَ الخلاف الرئيسية خلالها “طول مدّة تفويض الآلية”.
وكانت روسيا استخدمت حقَّ النقض “فيتو” ضدَّ هذه الخطوة، في تصويت لتمديد الآلية يومَ الجمعة الماضي، لتفرضَ مدّة ستّةِ أشهرٍ فقط بدلًا من سنة.
وقال سفيرُ دولةٍ عضو في مجلسِ الأمن لوكالة “فرانس برس” طالبًا عدمَ ذكرِ اسمه، أمس الثلاثاء إنّ ما جرى في المجلس هو أنَّ “روسيا نجحت في ليّ ذراعِ الجميع: إما أنْ تظلّ الآلية معطّلة، أو تُمدّد لستة أشهر”، و”لم يكن بإمكاننا أنْ ندعَ الناس يموتون” جوعًا.
وتمَّ إنشاءُ آلية عبور الحدود في عام 2014، وكانت المساعداتُ الإنسانية تدخلُ إلى سوريا عبرَ أربعة منافذَ حدودية مع الأردن والعراق وتركيا، إلا أنَّه وبضغطٍ روسي تمَّ تقليصُ المنافذ إلى معبرٍ واحد فقط، وهو معبرُ باب الهوى الحدودي.