سياسيونَ سوريونَ يوجّهونَ رسالةً إلى الأممِ المتحدةِ
وقّعت عدّةُ شخصيات سياسية سورية، رسالة موجّهة للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، والدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وما تزال الرسالة مفتوحة من أجل التوقيع عليها.
ووقّع على الرسالة كلٌّ من، أحمد معاذ الخطيب، جورج صبرا، عبد الكريم بكٌار، عبد الباسط سيدا، ميشيل كيلو
سهير الأتاسي، مروان قبلان، حسام الحافظ، برهان غليون، رياض حجاب، رياض نعسان آغا، فداء حوراني، وليد تامر، لؤي صافي، جواد أبو حطب.
وحملت الرسالة عنوان “النظام الحاكم يستمر بإبادة الشعب السوري” وهذا نصها:
جاء فيها اجتاح وباء كورونا كوفيد 19 سورية كغيرها من البلاد، ولكن آثاره الخطيرة على السوريين فاقت حدَّ الكارثة، لا بسبب قلّة المخصّصات المرصودة من قبل حكومة الأمر الواقع في دمشق فحسب بل بسبب التعتيم الإعلامي والفساد الهائل الذي تعاني منه مفاصل الهيئات الرسمية السورية.
وكما تعلمون عانى الشعب السوري من ويلات كثيرة، ازدادت تراكماً منذ اتخذ النظام السوري قراراً بشنّ حرب شعواء على الشعب السوري بمختلف أنواع الأسلحة مدعوماً من دول إقليمية ودولي، وبعد حوالي عشر سنوات من هذه المعاناة انهارت المؤسسات التي كان من المفترض أنّ تُحيّد عن أيّة نزاعات وعلى رأسها القطاع الصحي في البلاد.
لقد دمّر النظام الحاكم المنظومة الصحية في عموم سورية سواء بشكلٍ مباشر عبْر آلته وآلةِ حلفائه العسكرية أو عبْرَ سوء الإدارة والفساد والإهمال الشديد وعدم المبالاة بحياة المواطنين السوريين. أضحت حياة الإنسان في سورية في خطر دائم وأصبح السوريون عرضةً للموت جرّاء الأمراض القابلة للعلاج والقصور الهائل في خدمات الرعاية الصحية الأساسية المنقذة للأرواح.
يفرض النظام مبالغ طائلة تعادل أكثر من خمسة أضعاف متوسط الدخل الشهري للمواطن السوري كأجور تحليل وكشف عن الفيروس هادفاً إلى منعِ السوريين من معرفة حقيقة انتشار المرض ومتنصلاً من مسؤولياته تجاهِهم وحارماً إياهم من أيّ رعاية طبية قد تسهم في إنقاذ حياة الآلاف.
كما حوّل النظام المشافي والمؤسسات الطبية الى اماكن لقتل السوريين كما حدثَ في حمص حيث دفن مئات المعتقلين بعدَ قتلِهم في حدائق المشفى، كما دمّر بشكلٍ ممنهج أكثر من 60 بالمئة من المؤسسات الصحية والباقي يعمل الآن بأقلّ من نصف طاقته الاعتيادية بعد أنّ أجبرَ النظام الجزء الأكبر من الكوادر الصحية السورية على مغادرة البلاد خوفاً على حياتهم، وكلنا يذكر مأساة السفينة التي غرقت في البحر المتوسط بتاريخ 11/10/2013 حاملةً معها أرواح عشرات الشهداء من الأطباء السوريين وعائلاتهم. وكما أشارت التقارير الدولية تعتبر سورية اليوم أخطر مكانٍ في العالم على العاملين في المجال الصحي بل هي أسوأ بأربعة أضعاف عن أسوأ مكان يليها في الدرجة.
إنّ ممارسات النظام السوري في ادارته لأزمة الوباء الحالي تؤكّد بما لا يدعُ مجالاً للشك وجود النية المبيتة لديه بالاستمرار في إبادة السوريين، ونحن على يقين أنّ العالم أجمع يعي هولَ الكارثة الصحية الحالية في سورية على الرغم من أنّ النظام يمنع نشرَ الأعداد الحقيقية للمصابين والمتوفين جرّاءَ الوباء، فأيّ تناول للوضع الصحي أو الحديث عن أعداد المصابين والمتوفين أوعن حجم الكارثة الحقيقي داخل مناطق النظام تكلّفُ المتحدّثُ حريتَه وربّما حياتَه.