سياسيٌ أمريكيٌّ: ثلاثةُ خياراتٍ امامَ المعارضةِ السوريةِ في الخارجِ
تساءل المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، فريدريك هوف، عن قدرة المعارضة السورية في الخارج على لعبِ دورٍ سياسي بنّاء في حالة بدأ نظام الأسد بالانهيار، معتبراً أنّ هناك ثلاثة احتمالات أمام المعارضة الخارجية في المرحلة القادمة.
وقال هوف إنّ وجود مكوني المعارضة الخارجية الرئيسين في مكانين مختلفين “هيئة التفاوض والائتلاف”، تجعل من الصعب عليهما العمل باستقلالية ووحدة نيابة عن أكثر من عشرين مليون سوري.
ورأى أنّه إذا خلصت هيئة التفاوض والائتلاف إلى أنّه لا يمكن، في ظلّ الظروف الحالية، أنْ يكونا هيئتين مستقلتين مكرّستين لخدمة السوريين في الداخل والخارج، فإنّ اختياراتها واضحة، إما أنْ يحلّا نفسيهما أو ينتقلان لمقرٍ جديد، أو ينفذان أجندة خارجية.
وشدّد هوف في مقال نشره في مركز “المجلس الأطلسي” للأبحاث، على أنّه إذا بدأت الأمور السياسية في التحوّل داخل سوريا، فإنّ لحظة الحقيقة تقترب من المعارضة الخارجية، مشيرًا إلى الحاجة لعمل المعارضة في المنفى، ولكن يجب ألا يكون ذلك في دول الجوار السوري، في حال رغبت في التصرف باستقلالية نيابة عن السوريين، مشيرًا إلى أنّ القرب من سوريا يبدو جذابًا من الناحية السطحية، ولكنّه في الحقيقة سامٌّ وينتج التبعية.
ولفت إلى أنّه إذا بدأ نظام الأسد الذي دمّر سوريا في الانهيار، فيجب على المعارضة الخارجية أنْ تنتقل إلى الأماكن التي لديها فرصة للتأثير على التوجّه السياسي السوري بشكلٍ مستقلٍّ، ولصالح السوريين.
وأكّد على أنّ أوروبا الغربية تبدو مكاناً مؤقتًا أفضل للمعارضة الخارجية في الظرف الراهن، معتبرًا أنّ الاتحاد الأوروبي أو العديد من أعضائه يمكن أنّ يقدموا للمعارضة شيئًا لا تستطيع القوى الإقليمية القيام به، وهو الأماكن التي يتمّ فيها التخطيط والتداول والعمل نيابة عن السوريين دون ضغوط.
ورغم أنّ هوف، رأى أنْه من غيرِ المتوقّع أنْ يكونَ سقوط الأسد وشيكًا لأنّ روسيا وإيران لن تفرّطا به بسهولة، لكنه أشار إلى تذمر بعض المسؤولين الإيرانيين من المغامرات الخارجية باهظة الثمن، والتي أثّرت على البلاد إضافة إلى العقوبات الأمريكية وإجراءات مكافحة فيروس “كورونا”.
كما أشار إلى أنّ عددًا متزايدًا من المسؤولين والخبراء الروس أصبحوا يرون أنّ رئيس النظام بشار الأسد، هو أسوأ عميل يمكن تخيّله، بينما تكمن المعضلة في أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يرى في الأسد “الدليل الأول” لمزاعمه السياسية المحلية بأنّه أعاد موسكو شخصياً إلى وضع القوة العظمى، وبالتالي سيكون من الصعب عليه التضحية بالأسد.
ونبّه إلى أنّ الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في سوريا، التي تفاقمت بسبب انقسامات النظام، بالكاد تشجع اليقين بشأن بقاء الأسد السياسي على المدى الطويل، معتبرًا الخلاف العائلي داخل الأسرة الحاكمة نفسها مصدر لعدم الاستقرار.
ورأى أنّ أيِّ تحرّك لتحييد الأسد سيكون في الأساس عملية من الداخل، معتبرًا أنّ أولئك الذين سيستولون على السلطة سيواجهون التحدّي المتمثّل في تعزيز مواقفهم على أساس مستدام، ويتمثل أحدُ الخيارات في توسيع قاعدتهم السياسية من خلال دعوة شخصيات معارضة من داخل سوريا وخارجها لمناقشة ترتيب الوحدة الوطنية.