شرعيُّ الجبهةِ الوطنيّةِ للتحريرِ يوضّحُ أسبابَ اقتحامِ هيئةِ تحريرِ الشامِ لمكتبِهم في إدلبَ

نشر “عمرُ حديفة” الشرعي العام في “الجبهة الوطنية للتحرير”، توضيحاً، حول اقتحامِ “هيئة تحرير الشام” للمكتب الشرعي التابعِ للجبهة الوطنية في مدينة إدلب، موضّحاً أنَّ المكتبَ مغلقٌ بسبب فرضِ الطوقِ الأمني عليه وعدمِ السماح لأحدٍ بالاقتراب منه أو الدخولِ إليه إلا أعداداً من الملثّمين منهم فيه وعلى مدخله.

وتحدّث “حديفة” أنَّ المكتبَ سيتمُّ إخلاؤه بما فيه من أغراضٍ مكتبيةٍ مع الفرش واللوازم السكنيّة الموجودة فيه نهايةَ الشهر الحالي، محمّلاً المسؤولية لكلِّ من يدخل إليه أو يعبث فيه أو ينتزع شيئاً من مكتبته أو أغراضِه من هيئة تحرير الشام أو أحدِ فروعها.

وأوضح “حديفة” أنَّ الذي حصل بالتفصيل أنَّ إدارةَ منطقة إدلب قامت بتوجيه كتاب منذ حوالي أربعةِ أشهر إلى شاغلي مبنى دارِ الحكومة تطالبهم فيه بإخلاء المقرِّ خلال مهلةِ شهرٍ من تاريخه، والشاغلون لهذا المبنى هم الهيئة الشرعية لفيلق الشام وعدّةُ مكاتب أخرى كلُّها ذاتِ صبغة مدنيّة تتبع للفيلق.

وبيَّنَ أنَّ هذا المبنى هو من أسهُمِ غنائمِ فيلق الشام يومَ تمَّ توزيعُ الغنائم على مكوّنات جيش الفتح في أعقاب تحرير إدلب، وهو مبنى متهالكٌ آيلٌ للسقوط قام الفيلق بترميمه وتجهيزِه للاستخدام في بعضِ الأعمال المدنيّة والشرعية نظرا لقربه من الجبهات، مما يسهل وصولَ الشرعيين إليها.

ونوّه إلى أنَّ الذريعة كانت أنَّ الحكومةَ تحتاج لجميع المباني الحكومية لاستخدامها في إدارة المحافظة مع العلم أنَّ هناك الكثيرَ من المباني الضخمة والحديثة مشغولةٌ من قِبل هيئة تحرير الشام في إدلب، وهي بالتأكيد أصلحُ للحكومة من هذا المبنى المتهالك والذي هو من بقايا الاحتلال الفرنسي، وفقَ تعبيره.

وذكر أنَّه بعد عدّةِ مناقشات بين الهيئة الشرعية للفيلق وإدارةِ منطقة إدلب لمست إصراراً غريباً على تحصيل هذا المبنى بالذات، وقال: “لا نستطيعُ تفسيرَه إلا لكونه يتبع للهيئة الشرعية للفيلق”، موضّحاً أنَّ تأمين مبنى يتّسعُ لكلِّ هذه المكاتب ليس أمراً سهلاُ، فقد تمَّ إبلاغُ إدارة المنطقة أنَّنا نحتاج إلى نهاية العام الحالي ريثما نجهّز مكاناً مناسباً يكون بديلاً لنا عن هذا المبنى.

وتابع قائلاّ: “لكنّنا تفاجأنا وقبيل الساعة الرابعة عصراً من يوم الأحد ١٣/ ١١ بأصوات عشراتِ السيارات وعشرات العناصر تحيطُ بالمبنى وتغلقُ المنطقةَ بالكامل من عند دوّار المفتاح وحتى مدخل شارع الجلاء، مع العلم أنّ جميع من في المقرّ لا يتجاوزون العشرة أشخاص ما بين شرعيين مناوبين، وطلاب جامعات ألجأهم الفقرُ للإقامة معنا لنكون عوناً لهم على دراستهم”.

وتحدّث عن اقتحام أكثرَ من عشرة أشخاص المقرَّ وقاموا بالانتشار بداخله، وفصل النت عن المقرِّ بشكلٍ فوريّ وأبلغوا المناوبين بضرورة الإخلاء الفوري، مع السماح لهم بأخذ الأغراض الشخصية فحسب، على أنْ تبقى بقيةُ الموجودات كأمانة لديهم لليوم التالي.

وبيّنَ أنَّ الشيخ المناوب حاول استمهالَ الأمر ريثما يتصل بقيادته، أو يقومُ بتفريغ المقرّ في اليوم التالي بطريقة لائقة غير هذه الطريقة التي هي أشبه ما يكون بمداهمة وكرٍ للإرهاب أو لجرائم خطيرة، فكان الردُّ لا نستطيع فنحن مكلّفون بإخلاء المقرّ بشكلٍ فوري.

وختم بالقول: “للأمانة فقد قال آمرُ الدورية للشيخ المناوب نحن إخوةٌ إنْ شاء الله ولم نزعجكم بكلمة واحدة، وكأنَّ هذا الهجوم الكاسح والترويع والتعامل مع الهيئة الشرعية بهذه الطريقة لا يعتبرُ إزعاجاً في نظرهم، بل ربّما هو من لوازم الأخوّة الإسلامية ومقتضياتها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى