صحيفةٌ أمريكيةٌ: اللاجئونَ السوريونَ يرفضونَ العودةَ خوفاً من نظامِ “بشارِ الأسدِ”
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقريرٍ لها إنّه خلال الأيام الماضية عقد نظام الأسد مؤتمراً في العاصمة دمشق بهدف محاولة إعادة أكثرَ من 6 ملايين لاجئ فرّوا من الحرب في البلاد إلى ديارهم.
وقال رأس النظام “بشار الأسد” للحاضرين إنّ “الدول الغربية التي أضرّت بالاقتصاد السوري بفرض عقوبات منعت اللاجئين من العودة”، ولكنّ “الأسد” تجاهل السبب الرئيسي الذي يجعل العديد من اللاجئين يقولون إنّهم غيرُ مستعدّين للعودة: الذي هو نفسه (بشار الأسد)، حيث يخشى معظم اللاجئين العودة إلى ديارهم طالما ظلَّ “الأسد” وحكومته في السلطة.
وخلال مكالمة عبْرَ الفيديو مع نظيره الروسي “فلاديمير بوتين”، قال “بشار الأسد” في وقت سابق من هذا الأسبوع: إنّ عودة اللاجئين الذين غادروا البلاد بسبب النزاع في بلاده تشكّل أولوية في المرحلة المقبلة.
منذ أنْ بدأت الحرب في سوريا مع احتجاجات الربيع العربي في 2011، نزح أكثرُ من نصف سكان البلاد قبلَ الحرب وأصبحت أزمة اللاجئين فيها واحدة من أكثر القضايا الإنسانية إلحاحًا في الشرق الأوسط.
وبحسب الأمم، يوجد أكثرُ من 5.5 مليون سوري في مختلف دول العالم، يعيش معظمُهم في لبنان وتركيا والأردن، وقد هاجر أكثرُ من مليون شخص آخر إلى أوروبا، ويقول خبراء اللاجئين إنّهم لا يتوقعون عودة أعداد كبيرة من النازحين إلى ديارهم ما لم تحدثْ تغييرات أساسية داخل سوريا نفسها.
وقال “ناصر ياسين” أستاذ السياسة والتخطيط في الجامعة الأميركية في بيروت، الذي يبحث في مجتمعات اللاجئين: “لن يذهبوا، عوامل العودة إلى الوطن – الأمان، وإعادة بناء منازلهم، وإتاحة الفرصة للعمل وتوفير الخبز لعائلاتهم – وليس لديك هذه في سوريا”، ولم يتوقّع “ياسين” تحسنًا في هذه القضايا دون تغيير سياسي في بنية نظام الأسد وإعادة إعمار كبيرة، ولا يبدو أنّ أيًا منهما محتمل.
وأضاف “خضر خضور” الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط بالقول: “النظام بالكاد ينجو من الناحية الاقتصادية ويحتاج إلى أشخاص جُدُدٍ للحفاظ على البنية التحتية العسكرية تعمل، كلُّ دولار يدخل دمشق يضيف دولاراً جديداً للنظام”.
ومنذ عام 2016، عاد حوالي 65 ألف لاجئ فقط إلى سوريا من لبنان وفقاً للأمم المتحدة، بينما اختار أكثر من 879 ألفاً البقاء في بلد يعاني من أزماته السياسية والاقتصادية، ولم ينخفضْ عددُ اللاجئين في الأردن إلى أقلّ من 650 ألف منذ عام 2016.
تقول تركيا إنّ أكثر من 400 ألف لاجئ انتقلوا إلى مناطق الشمال السوري المحرَّر من نظام الأسد خلال السنوات الأخيرة، ولكنّ هذا مجرد جزء بسيط من 3.6 مليون لاجئ تستضيفهم البلاد.
وترى حكومة نظام الأسد أنّ الترحيب باللاجئين في الوطن وسيلة لتجديد قواها وربّما إطلاق المساعدات التي تشتد الحاجة إليها، حيث كانت الولايات المتحدة قد فرضت الاثنين الماضي عقوبات جديدة على 8 أفراد و11 كياناً سورياً، بتهمة دعم إنتاج النفط السوري لحساب نظام “بشار الأسد”.
وتهدف العقوبات الجديدة، بحسب وزير الخزانة الأميركي “ستيفن منوشين” إلى “مواصلة ممارسة الضغط الاقتصادي على نظام الأسد وداعميه في حربه على الشعب”.
وهذه الحزمة من العقوبات هي الخامسة منذ بدء تنفيذ “قانون قيصر”، منتصف يونيو الماضي، وتشمل العقوبات، شركتي الصناعة النفطية “ارفدا بتروليوم برايفت جوينت ستوك كومباني” و”ساليزار شيبينغ” إضافة إلى المسؤولين عنهما، ومدير المخابرات الجوية “غسان جودت إسماعيل”، و”ناصر العلي”، وهو مسؤول في فرع آخر للمخابرات.