صحيفةٌ أوروبيّةٌ: “مستقبلُ الأسدِ يجبُ أنْ يكونَ في زنزانةٍ بـ لاهاي”
قالت صحيفة دنماركية إنَّ الوحشيةَ والقمعَ المفرِط لنظام الأسد لم يتمكّنا من كسر شوكة السوريين، وذلك تعليقاً على تجدّد المظاهرات ضدَّ النظام مؤخّراً.
وتحت عنوان، “مستقبلُ الأسد يجب أنْ يكونَ في زنزانة في لاهاي”، قالت صحيفة “بوليتيكن” الدنماركية إنَّ السوريين يستحقّون الدعمَ في كفاحهم ضدَّ نظام الأسد، مشيرةً إلى أنَّه “لأمرٌ مفجعٌ ومذهلٌ أنْ نرى التظاهرات ضدَّ الديكتاتور السوري بشار الأسد في العديد من المدن السورية في الأيام الأخيرة”.
وأضافت الصحيفة، “مرّت سوريا بحربٍ أهلية وحشيّة لا يمكن تصوّرُها، والتي تركت البلادَ في حالة خرابٍ، وكلّفت مئاتِ الآلاف من الأرواح وأجبرت أكثرَ من نصف السكان على الفرار”، وِفق ما نقله موقعُ “العربي الجديد”.
وتابعت، “تظهرُ التظاهراتُ أنَّ الوحشيةَ والقمعَ الشديدين لنظام الأسد لم يتمكّنا من كسرِ شوكة السوريين. وهم يدركون أنَّ نظامَهم فاسدٌ وإجرامي إلى حدٍّ كبيرٍ، فقد أصبحت البلاد مصدراً رئيسياً للمخدّرات في الأعوام الأخيرة، ويعلمون أنَّ أيَّ أملٍ في مستقبل أفضلَ يبدأ بإطاحة الأسد”.
ولفتت الصحيفة إلى “خذلان السوريين”، مؤكّدةً أنَّه “جرى تجاوزُ الخطِّ الأحمرِ الشهير الذي وضعه الرئيس (الأميركي السابق) باراك أوباما عندما أطلق الأسدُ على شعبه الغازَ (الأسلحةَ الكيميائية في 2013)، ولكنَّ الولايات المتحدة سمحت بذلك بشكل مخزٍ”.
وأضافت، “بدعمٍ من القصف الروسي الشامل واستخدامِ التجويع سلاحاً، استعادَ الأسد السيطرةَ على معظم أنحاء البلاد”، مشيرةً إلى أنَّه “جرت دعوتُه مرّة أخرى إلى جامعة الدول العربية. وفي الغرب، استحوذتِ الحربُ في أوكرانيا على المال والاهتمام، وتراجعتْ سوريا إلى أسفلِ قائمة الأولويات”.
ورغم ذلك، تقول الصحيفةُ، إنَّ “صرخاتِ السوريين من أجل الديمقراطية والحياة الأفضل تستحقُّ أنْ تُسمعَ، وليس أنْ يُجابهوا بالبارود والرصاص، فآخرُ ما تحتاجه سوريا هو حربٌ أهلية أخرى، ولكن مع كلِّ الدعمِ الاقتصادي والدبلوماسي الذي يمكننا تقديمُه للشعب السوري”، مشيرةً إلى أنَّ ذلك الدعم يجب أنْ يشملَ أولئك الذين يكافحون داخلَ بلدهم “والمجموعة الكبيرة من السوريين الذين فرّوا ويحاولون إنشاءَ هيكل سياسي بديلٍ عندما يسقط الأسد في يوم من الأيام”.
وطالبت الصحيفةُ بتشديد القبضة قدرَ الإمكان على نظام الأسد، وذلك من خلال فرضِ عقوبات وتقديمِ لوائحَ اتهاماتٍ لارتكابه جرائمَ حربٍ.
كما أشارت إلى أنَّه يجب التوضيحُ أنَّه “لن يُرحّب بالأسد أبداً في عاصمة غربية، وهذا ينطبق على الدنمارك، إذ لا يمكن للسياسة الخارجية البراغماتية أنْ تتضمّنَ التعاونَ معه”.
وختمت الصحيفة بالقول، “إنَّ القوسَ الأخلاقي للكون طويلٌ، ويتّجه في اتجاه العدالة، فمستقبلُ بشار الأسد يجب أنْ يكونَ في زنزانة سجنٍ في لاهاي”.