صحيفةٌ: روسيا وإيرانُ تتصارعانِ لاحتكارِ القرارِ في سوريا.. والأسدُ لايستطيعُ أنْ يعترضَ

قالت صحيفةُ “العرب” اللندنية، إنّ حربَ وجودٍ باردة في دمشق تدور بين روسيا وإيران في عدّةِ أنحاء في سوريا، في ظلِّ صراع مستترٍ على النفوذ تغذّيه رغبةٌ لدى الطرفين في احتكار القرار، في وقت فقَدَ فيه نظامُ الرئيس بشارِ الأسد أيَّ قدرةٍ على الاعتراض”.

وقالت الصحيفة في تقرير، أمس الخميس، إنّ روسيا وإيران تتسابقان لانتزاعِ السيطرةِ المطلقة على محافظة درعا وغرب الفرات.

وكثّفت موسكو مساعيها لتقوية نفوذِ “الفيلق الخامس” المدعوم من قِبلها وإظهارِه كقوة كبرى في درعا، لاسيما أنّ المنتسبين للفيلق هم من أبناء درعا وغالبيتُهم من أصحاب التسويات والمصالحات، التي جرت في العام 2018، برعاية روسية.

ورأتْ الصحيفة أنّه قد بدا واضحاً في الأشهر الأخيرة تنامي نفوذِ “الفيلق الخامس” في درعا، من خلال تدخّلاته في فضِّ النزاعات تارةً، وفي خلقِ نزاعات لكسر شوكة قواتِ النظام و”الفرقة الرابعة” المُقرّبة من إيران تارةً أخرى.

وفي المقابل، تستمرُّ إيران بعمليات التجنيد و”تشييع” الشبّانِ عبْرَ شخصيات وميليشيات موالية لها ولـ”حزب الله” اللبناني، مثل “سرايا العرين” التابع لـ”اللواء 313″ الواقع في شمال درعا بالإضافة إلى مراكز في صيدا وداعل وأزرع، وفقاً للصحيفة.

ولا يختلفُ الوضعُ في غرب الفرات والمنطقة الشرقية، حيث تشهد محافظةُ دير الزور خصوصاً إعادةَ انتشار واسع لـ”الفيلق الخامس”، مرفَقاً بمجموعات تتبعُ للشرطة العسكرية الروسية، في المنطقة التي تسيطر عليها الميليشياتُ الإيرانية.

وتحاول روسيا إنهاءَ احتكار سيطرة إيران للمنطقة الشرقية وصولاً إلى الحدود العراقية، من خلال نشرِ “الفيلق الخامس”.

ويثير التوجهُ الروسي حفيظةَ الإيرانيين الذين سرّعوا من عمليات تجنيدِهم لاسيما ضمن المنطقة الممتدّة من الميادين حتى البوكمال بريف دير الزور الشرقي، وفقاً لـ”العرب”.

ويبقى “الصراعُ البارد” بين روسيا وإيران في سوريا، رهينَ ما سيحدث مستقبلاً مع قدومِ إدارة أميركية جديدة بقيادة الديمقراطي جو بايدن.

ولا تزال طريقةُ تعامل إدارة بايدن مع الوضع في سوريا غيرِ واضحة، خاصة في ظلِّ مواقفها المتحفّظة من التعاون مع روسيا، بحسب الصحيفة، التي أشارت إلى وجود “بذورِ تعاونٍ أميركي روسي في سوريا، لاسيما بشأن إيران بيدَ أنّه لم يصلْ إلى المدى الذي كان مطلوباً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى