صحيفةٌ روسيةٌ تكشفُ عن جرائمِ مرتزقةٍ فاغنر في سوريا بتفاصيلٍ جديدةٍ

بعد الكشف عن تفاصيل جديدة لجريمة قتلٍ ارتكبها عناصر مجموعة “فاغنر” للمرتزقة الروس التابعة لـ “طبّاخ بوتين” في سوريا والتمثيل بجثة الضحية المعروف باسم حمادة الطه البوطه، استهجنتْ صحيفة “نوفايا غازيتا” عدم فتح السلطات الروسية تحقيقاً بحقِّ المجرمين، ورجّحت وجودَ ضحية آخر في مسرح الجريمة في حقلِ الشاعر للغاز الطبيعي، وطالبت السلطات بمباشرة التحقيق بالجريمة التي لا تسقط بالتقادم، كما دعتْ قراءها إلى تحديد هوية الشخصية الثالثة من مرتزقة فاغنر الذين ظهروا في الصور والفيديوهات.

تحدّثت “نوفايا غازيتا” قبل ستةِ أشهر عن جريمة ارتكبها عددٌ من مرتزقة “مجموعة فاغنر”، وقد أثبتتْ المعلومات والمستندات المنشورة أنّ عملية التعذيب والقتل والتمثيل اللاحق بالجثة، تمّت على أراضي سوريا بأيدي مواطنين روس، إلا أنّ مكتب المدّعي العام الروسي ولجنة التحقيق الروسية، حتى الآن، لم يُبديا أيَّ اهتمام بهذا التسجيل.

قالت الصحيفة إنّها تمكّنت من الحصول على نسخة أكثرَ اكتمالاً من الفيديو، الذي يوثّق الجريمة، لربّما ستقنع البيانات الجديدة ضباط إنفاذ القانون بأنّ جريمة ضدّ الإنسانية ارتكبتْ، ولا بدَّ لمرؤوسي ألكسندر باستريكين (رئيس لجنة التحقيقات الروسية) التعامل معها، وأضافت تمكّنا أيضًا من الحصول على صور لعدّة متورّطين بارتكاب الجريمة، ونناشد قرّاءنا للمساعدة في تحديدِ هويتهم، وسنكشف عن هويّة إحدى هذه الشخصيات بنفسنا.

طردت شركة عسكرية خاصة روسية تنظيم الدولة من حقل الشاعر للغاز الطبيعي في سوريا قبل ثلاثة أعوام ، ثم زيّنت بوابات محطة معالجة الغاز برأس مقطوع، وتوصّلت هيئة التحرير إلى أدلّة جديدة، تثبت أنّ الجريمة ارتكبت في حقل تسيطر عليه مؤسسة تجارية روسية مرتبطة بـ “طبّاخ الكرملين” يفغيني بريغوجين.

تعرّض المواطن السوري حمادي الطه البوطه (الاسم الحقيقي حسب مصادر محلية سورية محمد طه إسماعيل العبد الله) للتعذيب والقتل في يونيو 2017، ووثّق القتلة جريمتهم في مقاطع فيديو، ظهرت على الإنترنت. في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، تمكّنت “نوفايا غازيتا” من تحديد هوية أحد المشاركين، وتبيّنَ أنّه موظف في ما يسمى شركة “فاغنر” العسكرية الخاصة، واسمه ستانيسلاف د.

حيث تمّ إرسالُ جميعِ الأدلة والوثائق إلى مكتب المدّعي العام وإلى لجنة التحقيقات الروسية. وقام مكتب المدّعي العام بتوجيه المعلومات إلى لجنة التحقيق للتأكّد منها. ومنذ ذلك الحين، لم يصدرْ أيُّ ردِّ فعلٍ عن لجنة التحقيق، ولم يطلبْ أحدٌ المواد الموجودة بحوزة “نوفايا غازيتا”.

قاموا بتعليق رأس القتيل حمادي على سياج قريب، ولا توجد أيُّ إشارات أو علامات على مكان الجريمة، سوى أنّ الطبيعة تشبه طبيعة الشرق الأوسط. وقد تمّ تصوير العملية بكاملها من عدّة زوايا.

كان يبدو أنّ القتلى كانوا اثنين على الأقل. ولا تزال هوية القتيل الثاني مجهولة ، ورأسه مرئي على الأرض في أحدِ مقاطع الفيديو التي تمتلكها الصحيفة.

يمكن رؤية مبنى، وعليه لافتة باللغة العربية من الجهة اليسارية، وعلى الجهة اليمينة، على الجانب الآخر من الطريق هياكل مصنع متداعية وخزّان أسطواني مائلة. بدا المشهد مألوفاً. قبل بضعة أيام، على موقع “فان”- وكالة الأنباء الفيدرالية (إحدى كيانات مجموعة شركات “باتريوت” الإعلامية، المملوكة ليفجيني بريغوجين)، ظهرت مقالة تتحدّث عن توقّف الإنتاج في محطتي حيان والشاعر مع صورة تظهر تشابهاً كبيراً لمكان ارتكاب الجريمة.

بعد مرور بعض الوقت، اختفت هذه المادة من موقع “فان”، وتحت نفس عنوان الصفحة، ظهر مقال إخباري حول موضوع مختلفٍ تمامًا، لكنّ ذاكرة التخزين المؤقّت لمحرّكات البحث احتفظت بالمقال الأول بالكامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى