صحيفةٌ سعوديّةٌ: الحلُّ العربيُّ للأزمةِ السوريةِ يتعثّرُ

ذكرت صحيفة عكاظ السعودية في مقالٍ نشرته أنَّ الحلَّ العربي للأزمة السورية يتعثّر، وذلك بسبب عدم تقدّمِ نظام الأسد بأيِّ إجراءاتٍ من شأنها المُضي قدُماً بإستراتيجية خطوةٍ مقابلَ خطوة.

ولفتت الصحيفة إلى أنَّ الدول العربية ألقت في اجتماع القمّة العربية الذي استضافته المملكةُ العربية السعودية في شهر أيار الماضي حجراً كبيراً في المياه الراكدة فيما يتعلّق بالملفِّ السوري.

تقوم الرؤية العربية التي قادتْها الرياض على أساس أنَّ استمرار الأوضاع على ما هي عليه لا تخدم أيَّ طرفٍ من الأطراف، وبالتالي يجب إنهاءُ معاناة الشعب السوري وإيجاد حلٍّ سلمي للأزمة، ومن هنا جرى منحُ نظامِ الأسد مقعدَ سوريا في الجامعة العربية ومشاركةُ رأس النظام في اجتماعات القمّة.

وتضيف الصحيفة أنَّ المملكة قادت دبلوماسيّة نشطةً لصياغة رؤية عربية، وتكرّس ذلك في اجتماع جدّة واجتماع عمان، وأفرز ذلك إستراتيجيةَ الخطوة خطوة، والتي تقوم على بناء حلٍّ يفصل معضلات الأزمة بعضِها عن بعض وتقديمِ رؤى مباشرة لحلّها، وفي كلّ خطوة يجب أنْ يقدمَ نظامُ الأسد على إجراءات تؤدّي إلى حلِّ لهذه المعضلة أو على الأقلِّ خطّةٍ من أجل حلِّها.

أبرز هذه الملفّاتِ وجوهرها، هو ما عبّر عنه وزيرُ الخارجية الأردني السيد أيمن الصفدي ومن قلبِ العاصمة السورية دمشق، قرار مجلسِ الأمن رقم 2254، لأنَّ الدول العربية تدرك جيّداً أنَّها لا تعمل في الفراغ وبالتالي لا بُدَّ أنْ يكونَ هناك إطارٌ يسمح بتكوين رؤية للحلِّ تكون مقبولةً من المجتمع الدولي، وِفقَ الصحيفة.

وترى الصحيفة أنَّ نظام الأسد لم يبدِ موافقته على أفق الحلِ المقترح عربياً بشكل صريحٍ وواضح، مما دفع المجتمعَ الدولي إلى حالة من الشكِّ بإمكانية نجاحِ الدول العربية بإقناع النظام بهذا الإطار الجامع.

المسألة الأخرى، بحسب الصحيفة، استعادةُ نظام الأسد السيادةَ على كامل الأراضي السورية، واعتبرت أن هذه مسألة معقّدةٌ بسبب حالة التقسيم الموجودة بحكم الأمر الواقع ووجود ِجيوش وميليشيات أجنبية، ولكن كان يفترض بالنظام أنْ يوحّدَ البندقية في مناطق سيطرته أو على الأقلِّ وضعُ خطّةٍ قابلة للتنفيذ وهذا ما لم يتمَّ حتى الآن.

وشدّدت الصحيفة على أنَّ مسألة الميليشيات هي مسألة مثيرةٌ للقلق بالنسبة لدول الجوار وهي تجرُّ المنطقة برمّتها إلى الفوضى، وبالتالي هي ليست مسألةً سورية صرفة.

كما أنَّ هناك مسألةً أخرى وتحظى بأهمية وعنايةٍ فائقة من قِبل الدول العربية كافَةً وخصوصاً دولَ الخليج والأردن وهي تهريب المخدّرات، وتشير الصحيفة إلى أنَّ نظامَ الأسد لم يقمْ حتى الآن بالكثير في هذا الصدد، وشحناتُ المخدّرات المتّجهةُ إلى الدول العربية تزداد، ولولا سهرُ قوات الأمن في المملكة العربية السعودية وحرسُ الحدود في المملكة الأردنية لكان الأوضعُ أكثرَ كارثيّة مما هو عليه اليوم.

يضاف إلى كلِّ ذلك الجمود الذي يعتري مسائلَ بناءِ الثقة والتي تهيئ الأجواءَ لحلِّ الأزمة عبر الإفراج عن المعتقلين وعودةِ النازحين في المرحلة الأولى ثم اللاجئين في مرحلة لاحقةٍ إلى ديارهم ووضع خططٍ واستراتيجيات لذلك.

وختمت الصحيفة بالقول، إنَّ المملكة العربية السعودية كما الدول العربية التي رسمت أفقاً لحلِّ الأزمة السورية بذلت جهوداً جبّارة وعملت على إقناع المجتمعِ الدولي بضرورة هذا الحل وفوائدِه من الناحية السياسية والأمنيّة والإنسانية، ولكن إذا لم تساعد نفسك فلا أحدٌ يستطيع مساعدتك، وربّما الحالةُ السورية تتطلّب من نظام الأسد مقاربةً مختلفة تسمح بالخروج من عنقِ الزجاجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى