صحيفةٌ: صراعٌ روسيٌّ إيرانيٌّ يشتدُّ على غنائمِ سوريا
قالت صحيفةُ “واشنطن بوست”إنَّه مع انتهاء القتال في معظم أنحاء سوريا، يتنافس الداعمان الرئيسيان لرأس النظام بشار الأسد، إيران وروسيا، على النفوذ و غنائم الحرب.
حيث يقوم كلا البلدين بترويج لغتيهما، الفارسية والروسية، للتدريس في المدارس السورية, ووقّع كلاهما عقوداً لبناء مطاحن وسط نقصٍ حادٍّ في الخبز, فيما كلاهما يبني محطّات للطاقة.
وأضافت الصحيفة: “كلاهما كانا يتنافسان للحصول على عقود في استخراج النفط وتعدين الفوسفات وبناء الموانئ بقيمة ملايين الدولارات، إنَّهم يستهدفون القطاعات نفسها، رغم أنَّهم لم يحققوا النجاح نفسه”.
ونقلت الصحيفة عن رئيس نشرة “سوريا ريبورت” جهاد يازجي قوله إنَّ “النظام كان قد وعدَ إيران في البداية بعقدٍ لتعدين الفوسفات لكنّه غيَّر الاتجاه بعد ذلك ومنحها في 2018 لشركة روسيّة، من المقرَّر أنْ تحصل موسكو على 70 في المئة من عائدات الفوسفات المستخرَج على مدى 50 عاماً”.
وأضاف:”لقد شعر الإيرانيون أنَّهم لم يحصلوا على حصة عادلة من الأصول السورية بالنسبة لالتزاماتهم – التزامهم العسكري وأيضاً التزامهم الاقتصادي,
وكان قد قدَّم الإيرانيون المزيد من الدعم الاقتصادي, لكنَّ الفوائد الاقتصادية تعود على الروس أكثر مما تعود على الإيرانيين “.
وترى الصحيفة أنَّ روسيا تسعى لمساعدة النظام في إعادة بناء الجسور مع العالم العربي الأوسع، والذي ينظر معظمُه إلى إيران بعين الريبة, كما تدعم موسكو اللجنة الدستورية التي تيسّرها الأمم المتحدة والمكلفة بإعادة كتابة الدستور، وكان الكرملين يضغط من أجل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية منذ عام 2015، بعد عام واحد من إجراء الانتخابات، وقبل ست سنوات مما يتطلبه الدستور.
في حين أنَّ المصالح الاستراتيجية لإيران تتركّز بشكل كبيرٍ على السيطرة على ممر برّيّ يمتد من الحدود الشرقية لسوريا مع العراق وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط حيث سيسمح هذا الممر لإيران بتزويد حليفها “حزب الله” في لبنان بسهولة أكبرَ بالأسلحة والمواد الأخرى.