صحيفةٌ عربيةٌ تكشفُ أهدافَ إسرائيلَ من ضرباتِ شرقَ سوريا
نشرت صحيفة الحرّة نقلاً عن مصادر استخبارية، حول نشاطات تقوم بها إيران في منطقة شرق سوريا الممتدة على الحدود مع العراق، وخاصة في المعبر الحدودي البوكمال.
وأشارت الصحيفة بأنَّ الأنشطة تتمُّ بإشراف ، الحاج مهدي، ومساعده، الحاج كميل، المسؤول عن الأمور الإدارية واللوجستية، وكلاهما تابعين لفيلق القدس المنبثق عن الحرس الثوري الإيراني، ويعملان تحت قيادة، الحاج غفاري، الذي كان مسؤولاً عن محاولة شنِّ هجمة ضدَّ إسرائيل بواسطة طائرات مسيّرة في الجولان في أغسطس من العام 2019.
وتتميز هذه النشاطات بتهريب الوسائل القتالية الثقيلة والكاسرة للتوازن في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يثير قلقُ إسرائيل في المنطقة، ويدفع مسؤوليها للتهديد بأنَّهم لن يسمحوا باستمرار الوجود العسكري الإيراني في أيِّ مكان في سوريا.
وأضافت الصحيفة بأنَّ هيئة استخبارية أجنبية رصدت عمليات التهريب على طول الحدود العراقية السورية، وفي مناطق نائية لا تقع تحت سيطرة قوات الأسد من البلدين، بيد أنّه يتمُّ التركيز على نقطة التهريب الرئيسية التي كشفت عنها المصادر والتي تخضع لقيادة، الحاج مهدي، وهي معبر البوكمال، والتي وصفها المصدر بأنّها بمثابة “طريق سريع” من أجل عمليات التهريب، حيث يتمُّ إدخالُ شاحنات المؤن والمواد الغذائية والبضائع لسوريا، وبينها يتمُّ تهريبُ شاحنات تحمل الوسائل القتالية والأسلحة الثقيلة والخفيفة والذخيرة.
وأشارت المصادر أنّ ثمة نقطة إضافية تقع على بعد كيلومترات معدودة إلى الجنوب من نقطة الحدود الرسمية في البوكمال، والتي يستخدمها عناصرُ فيلق القدس في سوريا بحرية أكبرَ ومن دون تدخّل نظام الأسد والسلطات والعراقية، والتي يتمُّ عن طريقها إدخال عناصر المرتزقة أيضاً.
وبحسب المصادر يقدّر عددُ شاحنات الأسلحة التي أدخلت من هذه النقطة بعشرات الشاحنات شهرياً والتي كانت أحدَ أهداف الغارة الإسرائيلية الأكثر ضراوةً في سوريا، بالإضافة إلى مركز القيادة التابع للحاج مهدي في منطقة دير الزور، من دون أنْ يؤدّي ذلك إلى مقتله.
وأضافت المصادر بأنّه لا يعرف ما إذا كانت تريد تصفيتُه أم لا. من ناحية ثانية أكّدت المصادر أنّه ليس بالضرورة أنْ يكون مصدرَ كلِّ انفجار أو غارة على أهداف إيرانية في سوريا هو إسرائيل، إنَّما قد تنجم عن معارك داخلية.
ونوّهت المصادر أنّه ثمة مستودعات لتخزين الأسلحة والذخائر، ومقرّات قيادة في مناطق مختلفة في شرق سوريا، مثل دير الزور والميادين، والتي قد تكون هدفاً لاحقاً.
ولم يتم توضيح إذا ما كان مجموعات موالية لإسرائيل أو وكلاء في داخل سوريا من أجل القيام بعمليات عسكرية فيها أو نشاطاتها الاستخبارية.
ولفتت المصادر أنّه ثمة أدلة ومؤشّرات على أنَّ إيران بدأت بالتموضع في شرق سوريا منذ العام 2017، وتكثّفَ هذا النشاطُ خلال السنة والنصف سنة الماضية، بعد الضربات التي نسبت لإسرائيل ضدَّ معاقل إيرانية ومجموعات تابعة لها في جنوب سوريا.
ويُذكر أنَّ “فيلق القدس” يتعمَّد بناء قوته في شرق سوريا على محاور رئيسية على طول الحدود، وهي انعدام السيطرة التامة عليها، والتحالف مع قبائل من العراق وسوريا لتسهيل عمليات التهريب والتخزين.
وأضافت المصادر انّ المرتزقة الذين يتمُّ تهريبهم إلى سوريا، بقيادة الحاج مهدي، يقود جيشاً غير رسمي تابعاً لإيران مؤلفاً من عناصر مرتزقة، معظمهم من أصول أفغانية وآخرين عراقيين، تقدّر أعدادهم بالآلاف وتهدف هذه الميليشيات المسلحة إلى دعم النشاط الإيراني في المنطقة.
وبحسب مصدرٍ أمني رفيع فإنَّ أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تراقب المناطق كافة في سوريا، ولن يكون أيُّ مكانٍ آمن فيها، يمكن لإيران القيام تنفيذ نشاطاتها العسكرية فيه،
بالإضافة لتهريب الأسلحة التي تخدم العناصر الموالية لها على الأراضي السورية، لإقامة قواعد عسكرية قريبة من إسرائيل.