صراعُ نفوذٍ بين روسيا والأسدِ على النفطِ السوري

تظهر في الآونة الأخيرة العديد من الأخبار والتقارير التي تتحدّث عن صراع طفيف بين الأسد والروس، في مواضع عدّة في سوريا، سواءٌ بشكل مباشر أو غير مباشر، وكان آخرها، ما تحدّثت به تقارير إعلامية عن وجود حملات ضغط نشطة لإنهاء الهيمنة الروسية على بعض آبار النفط في سوريا، ولكنّ ذلك الضغط عبْرَ الولايات المتحدة.

كان ذلك بعد سنوات عديدة من توفير نظام الأسد فرصاً كبيرة للأعمال الروسية لتطوير وتصدير الموارد الطبيعية بشكل فعّال، وخاصة النفط والغاز في سوريا، حتى أصبحت الشركات الروسية، تمتلك الحقوق الحصرية لتشغيل آبار النفط ومعامل معالجة الغاز في سوريا.

ونشرت مواقع محلية مقالاً تحدّثت فيه عن بدءِ شركات النفط الأمريكية العملاقة (إكسون موبيل وشيفرون) حملات ضغط نشطة ضدَّ أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي المؤثّرين ماركو روبيو وكريس كونز وجين شيخين، وذلك بهدف إخراج الشركات الروسية من سوريا والوصول إلى تطوير النفط السوري.

وكان ذلك في وقت يطوّر فيه مجلس الشيوخ الأمريكي حزمة من العقوبات ضدّ رجال الأعمال والمنظمات الروسية التي ترتبط أعمالها بسوريا، ما سيؤدّي إلى إعاقة نشاطهم الدولي بشكلٍ خطير وإضعاف إمكاناتهم الاستثمارية، بالإضافة إلى ذلك، وجود أدلّة على أنَّ أجهزة الاستخبارات الغربية تمارس ضغوطًا قوية على حاشية الأسد الشخصية، بحسب مواقع محلية.

وذكرت مصادر محلية أنَّ جهاز المخابرات البريطاني “أم أي 6″، من خلال عملائه، يدعو أسماء الأسد، زوجة رأس النظام ، ووزير الشؤون الرئاسية منصور عزام إلى إغلاق وصولِ روسيا إلى احتياطيات النفط السورية أو جعل البقاء الإضافي للأعمال الروسية في سوريا غير مربح.

وإنّه من المتوقع أنْ تكون الولايات المتحدة الأمريكية، قد بدأت بخطط لطردِ الشركات الروسية من سوريا فعليّاً، خصوصاً وأنّ حكومة النظام السوري لم تفِ بالتزاماتها تجاه الروس لفترة طويلة.

وبالرغم من كونِ كلّ ذلك يبقى مجرّد تكهّنات، إلّا أنّ المرحلة المقبلة في سوريا ربَّما تكون ساخنة على كافة الأصعدة وسط تقاسم النفوذ الدولي في المنطقة، بيدَ أنّ ذلك كلّه ربّما لن يصبّ أولاً وأخيراً في مصلحة الشعب السوري، أو ما تبقى منه داخل سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى