ضبّاطُ قواتِ الأسدِ يسرقونَ بالقوةِ مخصّصاتِ المواطنينَ من المحروقاتِ

تشهد المدنُ السورية الخاضعة لسيطرة نظام الأسد أزمةً في توفير المحروقات بشكلٍ غير مسبوق، تسبّبت في خلقِ أزمة مواصلات كبيرة، وأدّى شحّ الوقود إلى شبه شللٍ في حركة النقل مع تأخّر وصول رسائل توزيع البنزين والمازوت للسوريين في “الكازيات” إلى أكثرَ من 20 يوماً بعد أنْ كانت كلَّ 10 أيام وتوقّف توزيعُ المازوت الصناعي للمعامل والمنشآت التجارية.

كما أعلنت مؤسساتُ حكومة نظام الأسد عن تخفيضات بإمدادات الوقود لحدٍّ وصل أكثرَ من 40 بالمئة، كلّ ذلك جعل السوقَ السوداء للمحروقات رائجةً بكثرة برعاية متنفّذين من نظام الأسد.

مصدرٌ محلي من مدينة دمشق أفاد بأنَّ عدمَ توفّر المحروقات في الكازيات وتأخّر الرسائل على البطاقات الذكية للمواطنين ساهم بفتح الباب على مصراعيه في ازدهار سوقِ السوداء لبيع البنزين والمازوت في العاصمة دمشق وريفها.

وأوضح المصدرُ لموقع أورينت نت أنَّ المسؤولين عن هذه السوق هم أشخاص مقرّبون من ضبّاط قوات الأسد، حيث تعود عائداتُ مرابح البيع لهم ولا يستطيع أحدٌ إيقافهم أو مخالفتهم.

وأشار المصدر إلى أنّه في هذه الأسواق يتمُّ بيعُ المازوت والبنزين والغاز، موضّحاً أنّ ضباطاً وعناصر أمنية تابعةً لنظام الأسد يحصلون عليها من الكازيات، حيث يجبرون أصحابَ المحطات بالقوة على إفراغ مخصّصاتٍ تعود للمواطنين من المحروقات في سياراتهم، ولا يستطيع أصحاب الكازية فعلَ شيء لهم خوفاً من التنكيل بهم.

وذكر المصدر أنَّ سعر لتر المازوت البنزين في السوق السوداء وصل إلى 15 ألف ليرة سورية أما ليتر المازوت يترواح بين 9 و 13 ألف ليرة سورية، وكلُّ ذلك باستغلالٍ من هؤلاء المتنفّذين لفقدان المحروقات وشحِّ التوزيع.

مصدر آخر، وهو صاحبُ أحدِ معامل المواد الغذائية في الغوطة الشرقية، قال إنَّه يضطُر لشراء كميات من الوقود من السوق السوداء لتشغيل معملِه كي لا يتوقّف عن العمل لأنَّه مصدر رزق له ولعشرات العمال.

وأوضح أنَّ هناك سوقاً موجودة في عين ترما وهي عبارة عن بسطات كبيرةٍ من المازوت والبنزين يبيع فيها أشخاص معروفون بولائهم لنظام الأسد ومن المرتبطين مع مسؤولي الحواجز في المنطقة. 

وأضاف أنَّه لجأ للشراء من السوق السوداء نتيجةَ عدم وجود المازوت في الكازيات عبر الرسائل وتوقَّف إمدادٌه بالمازوت الصناعي رغمَ وجود ترخيص لمنشأته.

وأضاف أنَّ أشخاصاً يعملون لصالح ضبّاط من قوات الأسد يبيعون المازوت في بسطات على الأرصفة في عدّة بلدات بريف دمشق، ووصل سعر تنكة المازوت 20 ليتراً إلى 250 ألف ليرة سورية والليتر بـ14 ألف ليرة وتنكة البنزين بـ300 ألف والليتر بـ16 ألف ليرة، والجميع يعرف أنَّ مصدر هذه البضاعة من الكميات المخصّصة للمواطنين عبرَ البطاقات، ولكن يستولي عليها المتنفّذون من الضبّاط ومسؤولي الحواجز الأمنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى