ضربةٌ قويّةٌ لروسيا .. أوكرانيا تستعيدُ العاصمةَ الإقليميّةَ الوحيدةَ التي احتلّتْها القواتُ الروسيّةُ

وجّهت أوكرانيا ضربةً قويّة لروسيا، عبرّ تمكّنها من دخول العاصمة الإقليمية الوحيدة التي احتلّتها موسكو منذ بداية اجتياح الأراضي الأوكرانية.

وأعلنت أوكرانيا أمس الجمعة، أنَّ قواتها دخلت مدينة خيرسون بعد أشهرٍ من سقوطها بيد القوات الروسية، ما يشكّل نكسةً قويّةً بعد 9 أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، في حين كانت هذه المدينةُ العاصمة الإقليمية الأوكرانية الوحيدة التي احتلّتها روسيا.

وقالت إدارةُ المخابرات العامة الأوكرانية في بيان، إنَّ خيرسون عادت إلى سيطرة أوكرانيا، وأضافت أنَّ وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية وكتائب الاستطلاع دخلت المدينة، ودعت الروس الذين بقوا في المدينة إلى الاستسلام.

كما رحّبت الخارجيةُ الأوكرانية بإعلان الانسحاب الروسي من خيرسون ووصفته بأنّه “نصرٌ مهمٌّ”، وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر “أوكرانيا تسطّر نصراً مهمّاً آخرَ في الوقت الحالي، وتثبت أنَّه مهما تقول روسيا أو تفعل، فإنْ أوكرانيا ستنتصر”.

وذكرت مصادرُ إعلامية عالمية إنَّ السكان في وسط مدينة خيرسون استقبلوا القوات الأوكرانية بفرحةٍ عارمة، بعدما انسحبت روسيا منها.

وأظهرت صورٌ من داخل مدينة خيرسون الأعلامَ مرفوعةً على مبنى الإدارة الإقليمية للمدينة، في حين أظهرت صورٌ أخرى بثّتها صفحاتٌ محلية رفعَ الأعلام الأوكرانية في منطقة بيلازوركا على المشارف الشمالية لمدينة خيرسون.

وفي وقت سابق، أعلنت روسيا أنَّها استكملت سحْبَ قواتِها من الضفة الغربية لنهر دنيبرو بعدما أكّدت أنَّها اتّخذت “قراراً صعباً” بالانسحاب في ظلِّ تقدّمِ القوات الأوكرانية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي “اليوم عند الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت موسكو (02:00 توقيت غرينتش)، استُكمل نقلُ الجنود الروس إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبرو. ولم تترك قطعةً واحدة من المعدّات العسكرية والأسلحة على الضفة اليمنى”.

تقع منطقة خيرسون على حدود شبه جزيرة القرم بالبحر الأسود، وتوفّرُ لموسكو رابطاً من خلال جسر برّي مع شبه الجزيرة التي ضمّتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، وسيترتّب على استعادةِ كييف السيطرةُ على مساحات شاسعة من منطقة خيرسون حرمان موسكو من هذا الممرِّ البريّ، كما وسيعني ذلك أيضاً اقترابَ المدفعية الأوكرانية بعيدةَ المدى من شبه جزيرة القرم، التي تعتبرها موسكو ذات أهميّة حيويّة لمصالحها.

بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ إمدادات المياه العذبة لشبه جزيرة القرم ستتعرّض للخطر أيضاً في حال استعادت أوكرانيا منطقةَ خيرسون.

كما تضمُّ منطقة خيرسون مصبَّ نهر دنيبرو الواسعِ الذي يقسم أوكرانيا، وتقع العاصمة الإقليمية، مدينة خيرسون، على الضفة الغربية للنهر، وكانت المكانَ الوحيدً الذي توجد فيه روسيا على الضفة الغربية وعزّزتْ بكثافة قواتِها هناك في الأشهر القليلة الماضية.

وتطلُّ منطقة خيرسون، التي كان عددُ سكانِها قبلَ الحرب يتجاوز مليونَ نسمة، على البحر الأسود، وبالتالي فإنَّ استعادتها ستساعد كييف على استعادةِ السيطرةِ على بعض المناطق على طول ساحل البحر الذي يُعدُّ شرياناً مهمّاً لتصدير سلعِها الغذائية للأسواق الخارجية. 

وقال المحلّلُ العسكري أولكساندر موسينكو، إنَّ خسارة خيرسون ستكونُ بالتالي ضربةً معنوية كبيرة للكرملين، وتشير إلى أنَّ روسيا عجزت في الوقت الحالي، عن المضي قدُماً إلى مدينتي ميكولايف وأوديسا اللتين سعت موسكو إلى الاستيلاء عليهما.

وتابع، “من الواضح أنَّ خسارةَ خيرسون وجسرَ خيرسون ستكون لها عواقبُ على صورة روسيا وسيُنظر إليها بشكلٍ سلبي داخلَ البلادِ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى