“طبيبُ الفقراءِ” في سراقبَ يقضي إثرَ حادثٍ مروريٍّ
نعى نشطاء وفعاليات مدنيّة في مدينة سراقب وعموم إدلب أمس الاثنين، وفاة الدكتور “حسن جرود” طبيب الأطفال من مدينة سراقب، بحادثٍ مروريٍّ على طريق مدينة سرمين صباحاً، خلال توجّهه لعمله.
الدكتور “حسن” والذي يُسميه أهالي ريف إدلب بـ”طبيب الفقراء” لمساعدته للكثير من المدنيين وعلاجه لهم وتقديم الخدمات دون مقابل، وحسن سيرته وخلقه وطيبة قلبه، عمل في عدّة مشافٍ ميدانية في “سراقب” وريف إدلب طيلة أعوام الثورة السورية، كما يُعرف بموقفه الثوري الذي يشهد له كافة أبناء الثورة السورية، كما عرف بإصراره على العمل ضمن مجاله في شتّى أنواع السبل لمساعدة كلّ محتاج في مدينته خاصةً وباقي مدن إدلب عامةً.
الدكتور “حسن جرود” من عائلة ثورية عريقة وله شقيقان أطباء وهما “حسام وأسامة الجرود” استشهدوا خلال أعوام الثورة، إحداهما إثر غارة جويّة على مشفى “الشفاء” داخل مدينة “سراقب”، والآخر داخل سيارة الإسعاف لحظة إجلائه للجرحى على طريق “جبل الحص” جنوب حلب.
وعبّر العديد من النشطاء والأطباء والمدنيين على مواقع التواصل الاجتماعي في “سراقب” وإدلب عن حزنهم بخبر وفاة الطبيب “حسن”، ووصفوه بالرجل الذي ضحى بكلّ ما يستطيع فداءً لثورته وأهلها.
آخر منشور عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك كان قبل يومين قال فيه :” إخواننا في المحرَّر حفظكم الله .. هي غمة لابدَّ ستنكشف … نسأل الله الصبر والثبات على الحق .. ساعدوا ما استطعتم إخوانكم المهجّرين أو من هُدِمَتْ دارُه من أقارب وأصدقاء فالوجع جَدُّ أليم، وليعلمْ أحدُنا أنّ ما حلّ بأخيه أو جاره ربّما سيحلّ به يوماً قَرُبَ أو بَعُدَ …ولا بُدّ حدبه على أخيه سيهدي به الله من يحدب عليه، هكذا ستصغر المصيبة ..ويخفُّ الألمُ ..ونكتشف أنّنا انتصرنا أيّما نصر .نستجلب به بالتأكيد فرج الله القادم هنيئاً مباركاً”.
وأضاف في ذات المنشور: “في هذه الأيام القاسية لنضع نصب أعيننا هدي كتاب الله وسنة نبي الرحمة .. وسيجنبها الأتقى .الذي يؤتي ماله يتزكى. وما لأحد عنده من نعمة تجزى. إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى .ولسوف يرضى* “الليل ١٧…٢١”, “ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته.ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة” أخرجه البخاري”.
ولا ينسى أهل مدينة “سراقب” عندما كانت تتعرض لحملة شرسة من القصف الهمجي لقوات الأسد قبل ثلاثة أعوام طال المنشآت الطبية، حين كان “طبيب الفقراء” الوحيد الذي بقي داخل المشافي رغم شدة القصف، وقام بإخلاء جميع الحواضن من الأطفال مع عدة شباب، رغم أن إحدى الغارات كانت بعيد عن مكان تواجده 25 متراً.