عبورُ نازحينَ لبنانيينَ إلى الأراضي السوريةِ
عبرَ مئاتُ النازحينَ اللبنانيين إلى الأراضي السورية هرباً من الغارات الإسرائيليّةِ التي تستهدف مناطقَ واسعةً من جنوب لبنان وشرقِه منذ يومِ الأحد الفائت.
ونقلت وكالةُ الصحافة الفرنسيةُ عن مصدرٍ أمني في نظام الأسد قولَه إنَّ المئات من النازحين اجتازوا الحدودَ من لبنان إلى الأراضي السورية هرباً من الغارات الإسرائيلية.
وقال المصدرُ الأمني إنَّه “تمَّ تقديرُ عددِ الأشخاص الذين اجتازوا الحدودَ عبر معبري القصير (شرقَ لبنان) والدبوسية (شمال) بنحو 500 شخصٍ” بين الساعة الرابعةِ من عصر أمس الاثنين حتى منتصفِ الليل.
وأضاف المصدر أنَّ “السيارات استمرّت بالعبور” حتى ساعات الصباح الأولى من يوم أمس الثلاثاء، وأنَّ “الناسَ توجّهوا نحو منازلِ أصدقائهم ومعارفِهم في ريف حمص وداخلَ مدينة حمص” وفي ضواحي العاصمة السورية دمشق.
كما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادرَ في مكاتب سفريات بدمشق، أنَّ حركةَ المسافرين من لبنان إلى سوريا ازدادت بشكلٍ ملحوظ، مع قدومِ عشراتِ العائلات اللبنانية هرباً من القصف الإسرائيلي.
وأشارت المصادر إلى أنّ لجوءَ اللبنانيين إلى سوريا سببُه ارتفاعُ الإيجارات في بيروت، التي تتراوح بين 500 و1000 دولار شهرياً، بالإضافة لقلّةِ المناطقِ الآمنة في لبنان.
وأضافت الصحيفة، أنَّ المنطقةَ الحدودية السورية اللبنانية تشهد تدفّقاً للنازحين من جنوب لبنان، لافتة أيضاً إلى أنَّ مكاتبَ السفريات بدمشق نصحت المغادرين والقادمين إلى دمشق عبرَ مطار بيروت بالتوجّه نحو مطار “الملكة علياء” في الأردن، بعد إلغاءِ الكثيرِ من الرحلات.
يأتي ذلك فيما يواصل الاحتلالُ الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي، غاراتٍ جويّةٍ على مناطقِ نفوذِ ميليشيا “حزب الله” جنوبَ لبنان، مع فرارِ الآلاف في أكبرِ موجةِ نزوحٍ منذ العام 2006.
وأعربت الأممُ المتحدة أمس الثلاثاء عن قلقِها البالغِ إزاءَ التصعيد الإسرائيلي الأخيرِ على لبنان الذي أدّى لنزوح الآلاف، داعيةً إلى احترام القانون الدولي.
وأكّد المتحدّثُ باسم مفوضيّة الأمم المتحدة للاجئين ماثيو سالتمارش خلال مؤتمرٍ صحفي في جنيف أنَّ عشرات آلاف اللبنانيين فرّوا جرّاءَ تصاعدِ الغارات الإسرائيلية وأجبِروا على مغادرة منازلِهم، بعدما شهدت مناطق جنوب لبنان والبقاع شرقاً تصعيداً إسرائيليّاً غيرَ مسبوق استهدف منازلَ المواطنين، مشيراً إلى أنَّ أعدادَ النازحين تواصل الارتفاعَ مع تواصلِ التصعيد الإسرائيلي.
وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، فقد وصلت حصيلةُ الضحايا في لبنان جرّاءَ الهجمات نحو 570 قتيلاً وأكثرَ من 1800 مصابٍ.