عقبَ الاتفاقِ الأمريكي التركي.. قسدٌ تتحرّكُ عربياً وتجتمعُ في دمشقَ وفي حميميمَ وهذا ما طالبَهم به نظامُ الأسدِ

كشفت مصادرُ محلية كردية عن توجّه وفدٍ من “مسد” إلى العاصمة السورية دمشقَ منذ يومين لإجراء مباحثاتٍ حول مستقبل منطقة شرق الفرات مع نظام الأسد، فيما توجّه وفدان مماثلان إلى موسكو والقاهرة لذاتِ السبب.

وذكرت وسائلُ إعلام روسية أنّ “الوفود الثلاثة توجّهت إلى دمشق وموسكو والقاهرة لبحث تطوّراتٍ الوضع الراهن ومستقبل منطقة شرق الفرات بعد الاتفاق الأمريكي التركي لإنشاء مركز تنسيقٍ مشترك لإقامة المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا، وإقامةِ نقاط مراقبةٍ على طول الحدود السورية التركية المشتركة”.

وقالت المصادرُ إنّ “إلهام أحمد” رئيسة الهيئة التنفيذية في “مسد” ترأست وفداً وصل إلى دمشق منذُ يومين للقاء عددٍ من مسؤولي نظام الأسد، في حين وصل وفدٌ آخر برئاسة “عبد الكريم عمر” رئيسِ هيئة الشؤون الخارجية في ما يسمى “الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا” إلى العاصمةِ الروسية موسكو.

بينما توجّه وفدٌ ثالثٌ برئاسة “سيهانوك ديبو” عضو ما يسمى المجلس الرئاسي لـ “مسد” إلى الأردنَ، ومن المقرَّرِ أنْ يتوجّه من الأردن إلى القاهرة التي يسعى لوساطتها مع الرياض بخصوص بعضِ العشائر الموالية لها في شرق الفرات.

حيث اعتبرتْ المصادرُ أنّ الجانبين الأمريكي والتركي توصّلا إلى تفاهمٍ حول إقامة المنطقة الآمنة على حساب ما يسمى مشروع “الإدارة الكردية الذاتية لشمال شرقي سوريا”، والذي بدأ بالتلاشي مع الإصرار التركي على أنْ تكون المنطقةُ الآمنة بعمق 20 إلى 30 كم داخل الأراضي السورية، رغم كلّ التنازلاتِ التي قدّمتها القياداتُ الكردية لتركيا، والتي كانت قد أعلنتْ عن موافقتها على إقامة منطقة آمنة في شمالي سوريا بعمق 5 كم.

وبدوره، كشف مصدرٌ كردي مطّلع عن فحوى مناقشات وفدِ قوات “قسد” ونظامِ الأسد بعد جولةِ محادثات حول مصير منطقة شرق الفرات، موضّحاً أنّ وفداً من “مسد” عاد إلى مدينة القامشلي عقبَ اللقاءِ بمسؤولين كبار في دمشق وفي قاعدةِ حميميم الروسية في الساحل السوري.

المصدر صرّح بأنّ نظام الأسد طالب وفدَ “مسد” بما يلي: “تسليمُ الأسلحة الثقيلة التي استلموها من الجيش السوري ومنها دباباتٌ، وانسحابُ قوات قسد من مركزي كلّ من مدينة القامشلي والحسكة وتسليمُها للنظام، وإعادةُ تفعيل مؤسسات الدولة، والسماحُ للجيش السوري بالانتشار في محافظة الحسكة”.

ولفت المصدرُ إلى أنّه قريباً سيتمّ الاتفاق على تسليم الرقة والطبقة للنظام، مبيّناً أنّ المشكلة حالياً هي في الرفض الأمريكي، مستطرداً بالقول: “لكن أمريكا سترضخ مقابل تنازلاتٍ من روسيا”، وفق قوله.

وفي هذا السياق، نفى “كينو كبرييل” المتحدّثُ الرسمي باسم ميليشيات “قسد” حصولَ أَيِّ اتفاق بينهم وبين نظام الأسد، والذي فسّرته وسائل الإعلام بأنّه “ردٌ على الاتفاق التركي الأمريكي حول المنطقة الآمنة”، بحسب قوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى