عناصرُ “قسد” تتحوّلُ إلى شرطةٍ تابعةٍ لنظامِ الأسدِ

طرح مؤخراً سيناريو حول تحويل ميليشيا “قسد” إلى قوة شرطة لحماية عناصرها, إذ تجري مفاوضات في هذا الإطار بين “قسد” ونظام الأسد الذي وجّه دعوة صريحة إلى الميليشيا قائلاً “انضموا إلينا”، لكن “قسد” طالبت بـ”وضعية خاصة” لتحويل هذه المساومة إلى ميزة سياسية.

ووفق ما ورد بمصادر الأخبار الروسية، فإنّ الطرفين يناقشان تحوّل بعض عناصر “قسد” إلى شرطة محلية وضمّ البعض الآخر إلى قوات الأسد, ويبحث نظام الأسد عن معادلة ينفّذ بها “قسد” التي لم ينسحب عناصرها إلى جنوب طرق M4 البري رغم الاتفاق الذي توصلت إليه تركيا في سوتشي مع الاحتلال الروسي ونظام الأسد الذي يسعى للمحافظة على استدامة خطوة “تغيير الزي العسكري” التي اتبعها لحماية عناصر “قسد”.

ولقد دعت وزارة دفاع نظام الأسد رسمياً “قسد”، للانضمام إلى قواته. وبحسب ما نشرته وكالة سانا للأنباء التابعة لنظام الأسد، فإنّ نظام الأسد، أعلنَ أنّه سيقوم بالإجراءات اللازمة لاستيعاب الراغبين في الانضمام لقواته، وأنّ من فرّوا من أداء الخدمة العسكرية والمطلوبين سيستفيدون هم كذلك من هذه الإجراءات. كما عرضت وزارة داخلية نظام الأسد على وحدة الشرطة المزعومة التابعة لـ”قسد” الانضمام إلى قوات الشرطة التابعة لها.

وأما “قسد” فقد رغبت في الجلوس مع نظام الأسد على طاولة المفاوضات مطالبة بـ”وضعية خاصة”. وقد أخبر زعماء الميليشيا نظام الأسد أنّ انضماماً كهذا سيكون ممكناً من خلال “وضعية خاصة واتفاق سياسي يحافظ على كيان الميليشيا”.

كما اقترحت “قسد” إعادة هيكلة قوات الأسد ووضع آلية قوية للقيام بهذه المهمة. وأما نظام الأسد فقد ردّ على الأرض على عرض الميليشيا بمنحها “وضعية خاصة”. ورغبة منه في تعزيز موقفه خلال هذه المساومة، سحب نظام الأسد دعمه للميليشيا في بعض قرى راس العين. ولا يخفى على أحد أنّ الاحتلال الروسي يشارك في هذه المفاوضات منذ بدايتها.

وتنقل وسائل الإعلام الاحتلال الروسي أنّ موسكو تضغط بشدّة على “قسد” لتتعاون مع نظام الأسد؛ إذ يدعم الكرملين تحوّل بعض عناصر الميليشيا إلى قوة شرطية محلية وانضمام البعض الآخر إلى قوات الأسد.

لقد دعت “قسد” قوات الأسد إلى المنطقة لوقف العملية التي تقوم بها تركيا عقب انسحاب الولايات المتحدة، وكانت ترغب في تشكيل “فيلق خامس” ضمن قوات الأسد خلال المرحلة التالية، وكانت عناصر الميليشيا ستبدو على الورق وكأنّها جنود تابعة لقوات الأسد، وكانت ستحرّك بشكل مستقل في المناطق التي تحتلها، بيدَ أنّ موقف تركيا الصارم أفسد هذه اللعبة كذلك.

وكان الرئيس أردوغان قد أكّد أنّ تركيا لن تسمحَ بلعبة تغيير الزي العسكري التي يقومون بها، مضيفاً بقوله “لن يستطيعَ أحدٌ خداعنا مهما حاولت الولايات المتحدة أو روسيا أو نظام الأسد أو أيّ قوةٍ أخرى تدعم تلك المنظمات الإرهابية لتقفَ ضدنا مجدّداً بعد أنْ تغيّرَ اسمها أو رايتها أو زيّها العسكري”. وسيقرَّر لاحقاً ما إذا كانت العملية العسكرية ستستمر في المنطقة عقب تسيير دوريات مشتركة بين الجيشين التركي والاحتلال الروسي.

ولقد أسرع نظام الأسد و”قسد” من وتيرة الشراكة بينهما وتغيير الزي العسكري لعناصر الميليشيا، وقد أسس الاثنان قواعد ومخافر مشتركة في تل السمن والرقة وجنوب تل أبيض. وتقول المصادر المحلية أنّ عناصر “قسد” تغيّر زيّها العسكري في تلك القواعد لتتحولَ إلى جنود تابعين لنظام الأسد الذي بدأ بالتعاون مع الميليشيا بتشكيل نقاط تفتيش مشتركة جنوب طريق M4 البري، وهناك أنباء عن نقاط التفتيش هذه تحولُ دونَ عودة المدنيين من الراغبين في العودة إلى ديارهم عقب تطهير المنطقة بعدما كانوا قد غادروا تل أبيض ورأس العين قبل تنفيذ عملية نبع السلام العسكرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى