عنصرٌ في الحرسِ الثوريّ: عناصرُ سوريةٌ ولبنانيةٌ شاركتْ بقمعِ مظاهراتِ إيرانَ

كشف عنصرٌ في الحرسِ الثوري الإيراني، أنَّ عناصرَ سورية ولبنانية مُدرّبةً من قبل إيران شاركتْ في قمع الاحتجاجات التي اندلعت في إيران منتصفَ تشرين الثاني لعام 2019, على خلفية رفعِ أسعار الوقود.

جاء ذلك خلال شهادته، أمس الأحد، أمامَ محكمة الشعب الدولية في العاصمة البريطانية لندن؛ للنظر في قمعِ الاحتجاجات الإيرانية، بحسب موقعِ “فردا” الإيراني المعارض.

وأخفى الشاهدُ من عناصر الحرس الثوري صورتَه خوفاً من الملاحقة، وقد مثُل أمام المحكمة، الأحدَ، بصفتِه الشاهد رقم 600، وعلى أنّه أحدُ المتّهمين باعتقال وقتلِ المتظاهرين واستجوابهم، والذي يأسفُ الآن على أفعالِه السابقة.

وأكّد العنصرُ على أنَّ المرشدَ علي خامنئي، هو من أمرَ باستخدام أقصى قدرٍ من العنف لقمعِ الاحتجاجات، في تشرين الثاني، وتمَّ استخدامُ قوات لبنانية وسورية مُدرّبة في ثكنات الحرس الثوري الإيراني، للقيام بذلك.

كما أقرَّ بأنَّ العديد من أعضاء قوات “الباسيج”، على الرغم من كونهم أطفالاً، كان لديهم أسلحةُ حربٍ في الاحتجاجات، حيث أطلقوا النار على المتظاهرين لـ”تنفيس حماسهم”.

وتحدّث الشاهدُ عن صعوبة تسليم جثث الضحايا، قائلاً إنَّ “العديد من أهالي الضحايا أبقوا جثثَ أبنائهم طيَّ الكتمان؛ خوفاً من تداعيات ذلك، لدفنِهم بعد شهرٍ”.

ولفت الشاهدُ إلى “عدم الاستعداد والتخطيط للإعلان عن زيادة أسعار البنزين، كأحدِ أسباب زيادة الوفيات وأعمال العنف خلال احتجاجات تشرين الثاني 2019”.

وقال إنَّه “بينما لم يكن الرئيس حسن روحاني على علمٍ بالإعلان، فإنَّ المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني بدؤوا الاستعدادات قبل ذلك بأسبوع وأبلغوا قواتهم بالاستعداد للقتال”.

وبحسب الشاهد رقم 600، فإنَّ المتظاهرين لم يحملوا أيَّ أسلحة خلال الاحتجاجات، واكتفوا بترديد الشعارات، مضيفاً أنَّه “عقبَ تدهور أوضاع النظام في اليومين الثاني والثالث من الاحتجاجات، وحتى إمكانية الاستيلاء على مبنى الإذاعة والتلفزيون، طُلب منهم بذلُ كلِّ ما بوسعهم لقمع المتظاهرين”.

وأوضح الشاهد، أنَّ أفراد هذه الوحدات الخاصة يتلقّون تدريباتٍ مدرسية مكثّفة، وحتى في “معسكراتهم الترفيهية” التي تقع في المناطق التي مزّقتها الحربُ في سوريا ولبنان، وتمَّ تدريبٌهم على اللياقة البدنية العالية لـ “المواجهة النهائية”.

وفي مقابلة حصرية مع الراديو قالت مريم فوماني، الباحثةُ في محكمة الشعب الدولية، أنَّ هذا العضوَ البارز السابق في الحرس الثوري، تمَّ التحقيقُ معه بدقة والتحقّقُ منه، ثم قُدّم لمحكمة الشعب كشاهد رقم 600.

وأفاد الشاهد باعتقال ما بين 7000 و 8000 شخصٍ في طهران، وقال إنَّ 427 شخصاً قُتلوا في اليوم الثاني للاحتجاجات في خوزستان و 417 في طهران.

ويقول مسؤولون إيرانيون، إنَّ ما بين 200 و225 شخصاً قتلوا في الاحتجاجات، لكنَّ منظمة العفو الدولية وثّقت حتى الآن وبالأسماء، مقتلَ 323 محتجّاً، وذكرت وكالة رويترز أنَّ 1500 شخصٍ على الأقلّ قُتلوا خلال الاحتجاجات.

وفي تشرين الثاني الماضي، نظّمت محكمةُ الشعب الجولةَ الثانية من المحاكمة التي عُقدت سرّاً في الفترة من 4 إلى 6 شباط الجاري.

وعُقدت الجلسةُ الأولى من المحاكمة، في كانون الأول الماضي، من قِبل المنظّمات الثلاث: “العدالة من أجل إيران”، “إيران لحقوق الإنسان”, و”معاً ضدَّ عقوبة الإعدام”، بوصفهم المنظمينَ لهذه المحاكمة، وقُدّم في تلك الجلسة 34 شاهداً.

وتعيش إيران وسطَ أزماتٍ معيشية واقتصادية نتيجةَ ارتفاعٍ هائل في الأسعار مع انهيار قيمة العملة المحليّة مقابلَ الدولار.

ويحمّل الناشطون الإيرانيون النظامَ الحاكم مسؤولية ما يجري من أزمات، في الوقت الذي تخرج فيه مظاهراتٌ شعبيّة مناهضةٌ للنظام بين حين وآخر تطالب بإنهاء حالة الفساد المتفشيّة في مؤسسات الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى