عودةُ رفعتِ الأسدِ بوساطةٍ روسيّةٍ ودعمٍ فرنسي… إليكم التفاصيلَ
نشر تلفزيون سوريا المعارِض تقريراً قال فيه إنَّه حصل على معلومات حصرية تتضمَّن أنَّ الاتفاق نصَّ على حظر استقبال رفعت أو لقائه من ضباط ومسؤولين سابقين وحاليين في النظام، على أنْ يُسمح فقط لآل الأسد ورجال الدين العلويين بزيارته في قصره بمدينة القرداحة، حيث ستأخذ إقامته هناك شكل الإقامة الجبرية حتى إشعار آخر، وأكّد تلفزيون سوريا في تقريره أنَّه لن يقيم في دمشق خلافاً لما زعمتْ وسائل الإعلام المُقرّبة من النظام.
وبحسب ما نشره تلفزيون سوريا، فقد عاد رفعت الأسد بصفقة روسية – فرنسية، إذ تكفّلت موسكو بالتوسّط له عند النظام في سوريا، وستسعى موسكو لإعادة أمواله المحتجزة في أوروبا، على أنْ يذهبَ نصفها إلى خزينة “الدولة السورية” والنصف الآخر ستعود لحسابات رفعت نفسه.
وبحسب التقرير فقد لعب النظام دوراً عبرَ روسيا للضغط على فرنسا للبتِّ في قضية محاكمة رفعت، حيث قضت محكمةُ الاستئناف في باريس، في التاسع من أيلول الفائت، بسجن رفعت أربعِ سنوات ومصادرة ممتلكاته، بتهمِ فسادٍ، وهو ما دفعه لقبول صفقة العودة بينه وبين النظام.
ومع مطلع العام الجاري، سمح القصر الجمهوري ولأوّل مرّةٍ، بإعادة ترميم المزارع والفلل الخاصة برفعت الأسد في دمشق وريفها وفي الساحل السوري.
كما أوضح تقرير التلفزيون أنَّ روسيا لم تتّخذ أيّ موقفٍ معارضٍ من عودة رفعت على عكس إيران التي عارضت في البداية،وذلك لأسباب تتعلّقُ بنشاطات المجموعة القومية مع رفعت الأسد، وبعد اجتماعات مع المستشارين الإيرانيين التي شارك بها شقيق بشار “ماهر الأسد” وافقت إيران على عودة رفعت الذي من شأنه أنْ يُقدّم أموالاً لدعم اقتصاد النظام المنهار.
ومن المتوقّع بحسب المصادر أنْ تتوسّع صفقةَ المصالحة لتشملَ رامي مخلوف، حيث عقدت خلال الفترة الأخيرة عدّةَ اجتماعات بهذا الخصوص بين ماهر الأسد وحافظ مخلوف شقيق رامي.
في حين صرّح محامي، عمّ رأس النظام إنَّ موكله غادر فرنسا بعد أنْ خسرَ ممتلكاته هناك، حيث لم يعدْ لديه منزل في فرنسا، زاعماً أنّه لم يهرب بل تمّتْ مطاردته.
في حين قال “سيدريك أنطوني بتش” وهو محامٍ فرنسي وذلك في تصريح مكتوب لوكالة “أسوشيتيد برس”، نشر يوم السبت، أنَّ رفعت الأسد “لم يفرّ أبداً من العدالة الفرنسية، وما يزال حرّاً في تحرّكاته حتى يومنا هذا”.
وتابع: “لمدّة سبع سنوات استجاب لجميع الاستدعاءات والطلبات من السلطات لإثبات براءته”، مشيراً إلى أنّ “الحالة الطبية لـ رفعت وهو بعمر الـ84 عاماً، التي لم تسمح له بالفعل بالمشاركة في محاكمته، ستكون غير متوافقة مع وجوده في السجن”.
وكانت صحيفة “الوطن” الموالية قد نشرت أنَّ رفعت الأسد، عمّ رأس النظام بشار الأسد، قد عاد إلى دمشق، بعد أنْ سمح له الأخير بالعودة إلى سوريا “منعاً لسجنه في فرنسا”.
وقالت الصحيفة، إنَّ رأس النظام “ترفّع عمّا فعله وقاله رفعت الأسد، وسمح له بالعودة إلى سوريا، مثله مثل أيّ مواطن سوري آخر ولن يكونَ له أيُّ دورٍ سياسي أو اجتماعي”.
وأضافت نقلاً عن مصادر خاصة، أنَّ رفعت “عاد إلى دمشق وذلك منعاً لسجنه في فرنسا بعد صدور حكم قضائي وبعد مصادرة ممتلكاته وأمواله في إسبانيا أيضاً، وذلك بعد أنْ أمضى قرابة أكثرَ من ثلاثين عاماً في أوروبا معارضاً”.
يُذكر أنَّ رفعت الأسد غادر الأراضي السورية عام 1984 برفقة 200 من أنصاره، واستقر في سويسرا ومن ثم فرنسا، إثرَ أزمة الحكم التي عصفتْ بسوريا نتيجة صراع بين حافظ الأسد وشقيقه رفعت، وأسفرت عن رحيل الأخير إلى أوروبا.