غزوٌ ثقافيٌّ.. اتفاقيةُ تبادلِ طلابٍ بينَ إيرانَ وجامعةِ دمشقَ

زادت إيران من تحرّكاتها الهادفة إلى التغلغل في المؤسسات التعليمية، مستهدفةُ بشكلٍ خاص الجامعاتِ الحكومية السورية، لأهداف يبدو أنَّها على صلة بنشرِ المشروع الايراني في المجتمع المحلي السوري.

في هذا الإطار، وقّعت جامعةُ “أهل البيت الإيرانية الدولية” مع “جامعة دمشق” اتفاقيةً لتطوير وتعزيز علاقات التعاون العلمي والأكاديمي المشترك وتشجيعِ التبادل الطلابي بين الطرفين، بعد أيام قليلة من افتتاح إيران مركزاً تكنولوجياً لنشر محتوى ديني مُعرّب.

وتقدّم الجامعةُ الإيرانية (مقرُّها طهران) وفق هذه الاتفاقية للطلاب السوريين أكثرَ من 50 منحةً دراسية لمرحلة الدراسات العليا وفي مختلف الاختصاصات.

وزعمت وكالةُ أنباء نظام الأسد “سانا” أنَّ توقيع المذكّرة جاء “بهدف تعزيزِ وتطوير علاقات التعاون العلمي والبحثي وتشجيع التبادل الأكاديمي والطلابي المشترك، وكذلك التعاونِ في تصميم وإنشاء حديقة العلوم والتكنولوجيا في جامعة دمشق.

وبيّنت أنَّ “الاتفاقية تتيح التعاونَ في مجال تبادلِ الطلاب من أجل الدراسة والبحث وتنظيم برامجَ بحثية وتعليمية مشتركة وتبادلِ الكادر الأكاديمي لأغراض التعليم والبحث وعقدِ ندوات ومشاريعَ بحثية ومؤتمرات وغيرها من الفعاليات العلمية المشتركة الأخرى”.

يضاف إلى ذلك المشاركةُ في تصميم وإنشاء حديقة العلوم والتكنولوجيا في جامعة دمشق، والتعاونُ مع أساتذة جامعة دمشق لتقديم المشورة في هذا المجال، إضافةً إلى عقدِ دورات افتراضية في مجال إدارة المعرفة، وتوثيق الخبرات، وإقامة أنشطة ثقافية مشتركة، وغيرها.

الباحثُ المختصُّ بالشأن الإيراني، “مطيع البطين”، علّقَ على الاتفاقية بالقول، إنّه “لدى النظر إلى تخصّص الجامعة الإيرانية بالدراسات العليا (ماجستير، دكتوراه) فقط، يتضح تركيزُ إيران على استهداف كوادر التدريس بالجامعات السورية وإعدادِهم بما بتوافق مع ثقافتها، ما يجعل من الاتفاقية في غايةِ الخطورة”.

وأوضح أنَّ “الخطورةَ تكمن في سعي إيران إلى اختراق المؤسسات التعليمية من خلال أساتذة الجامعات”، وفقا لـ”القدس العربي”.

وقال إنَّ “الخطّة الإيرانية تقضي بافتتاح جامعات مستقلّةٍ، وتأسيس جامعات مشتركة (جامعة بلاد الشام) واختراقِ الجامعات الحكومية”. 

وشدّد على أنَّ تحرّكات إيران على صعيد الجامعات والمؤسسات السورية، تشابه تماماً السياسةَ العسكرية التي انتهجتها في الساحة السورية، بمعنى أنَّ إيران تعيدُ تنفيذَ مخطط اختراق قوات الأسد من خلال خبراءَ لها ومليشيات، في الجامعات، في خطوة تهدف إلى إلحاق الدولة السورية فيها.

وافتتحت إيران خلال الأعوام الماضية 5 جامعات في سوريا، ومنها جامعةُ “الفارابي” و”المصطفى الدولية” و”آزاد”.

وكانت وزارةُ الخزانة الأمريكية، قد أدرجت في وقتٍ سابق جامعةَ “المصطفى الدولية” في قائمة الكيانات المعاقبة، بسبب تورِّطها في تجنيد طلاب أفغان وباكستانيين للقتال في الصراع السوري.

وقالت وزارةُ الخزانة الأمريكية إنَّ “فيلقَ القدس” ذراعَ العمليات الخارجية للحرس الثوري، استخدم الفروعَ الخارجية للجامعة “منصة تجنيد” لجمع المعلومات والعمليات، بما في ذلك تجنيدُ الميليشيات الموالية لإيران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى