فريدريك هوف يشرحُ الطريقَ الذي يقودُ إدارةَ بايدن للإمامِ في سوريا
اعتبر المبعوث الأمريكي الأسبق إلى سوريا، فريدريك هوف، أنَّ إعطاء الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، الأولوية العملياتية إلى الملفِّ السوري “أمرٌ مستحيل مادياً”، مرجّحاً أنْ يكونً الوضع الافتراضي لبايدن وفريقه في سوريا على غرار محاولة “إدارة الفوضى”.
وتحدّث هوف في مقال نشره “المجلس الأطلسي” للأبحاث في واشنطن، بأن الأطراف المهتمّة بتعزيز الحظوظ السياسية لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، بدءاً من “الديكتاتور نفسه”، “تحاول جاهدة الاستفادة من انشغالات الإدارة الجديدة”، بحسب وصفه.
وردّاً على من يدعم رفعَ العقوبات عن نظام الأسد، رأى هوف أنَّه من الواجب على إدارة بايدن أنْ تراجع العقوبات المفروضة على زعماء نظام الأسد والمؤسسات في محاولة للتأكّد من أنَّها لا تزيد، ولو بشكل هامشي، معاناة السوريين الناجمة عن سوء حكم نظام الأسد، ولكن “ليست هناك حاجة للإدارة الجديدة لتلقّي تعليمات من أولئك الذين يسعون إلى ترسيخ حكم المدمّر الرئيس لسوريا”.
ونوّه أنَّ إدارة بايدن ستحاول على المدى القريب إبقاء سوريا في حالة تأهّب أو إيقاف السياسة تماماً، والاستمرار في تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين والسوريين، ذلك ما لم يتمُّ تحدّيها عسكرياً مرّة أخرى من قِبل الروس أو أفعال نظام الأسد.
ولفت هوف إلى أنَّ “ما يجب القيام به عملياً في مناطق شمال شرق سوريا، حيث تسعى القوات الأمريكية والشركاء المحليون لمنع عودة ظهور تنظيم (داعش)، هو مراجعةٌ داخلية عاجلة”.
وعلَّق هوف على مقترح السفير الأمريكي، روبرت فورد، حول تسليم مهمّة مكافحة “داعش” إلى روسيا والأسد، مشيرا أنَّ “المتشدّدين” سيرغبون بشدّة أنْ تقبل إدارة بايدن بالنصيحة، لأنهم يعلمون جيداً أنَّ “خلافة داعش” لم تكن لتوجد لولا سوء حكم الأسد في سوريا ورئيس الوزراء نوري المالكي في العراق.
وأشار هوف متسائلاً عن حقيقة أنّ الولايات المتحدة “تفتقر الآن إلى المهارات اللازمة للعمل مع السوريين والشركاء الدوليين لخلقِ بديل الأسد، الذي طال انتظارُه”.
وأوضح أنَّه “لا ينبغي أنْ يحكم الأكراد السوريون، العربَ السوريين، ولا ينبغي أنْ يُحكَمَ الأكرادُ السوريون من قبل الأتراك”، ولكن الأسد ونظامه جادلوا بأنّه “لا يوجد بديل لحكم الأسرة الوحشي باستثناء حكم المتطرّفين الإسلاميين الوحشي نفسه”، في حين “كان شمال شرق سوريا بالتأكيد المكان المناسب لإثبات خطأ الأسد والمدافعين عنه”، بحسب قوله
وأكّد هوف أنّه “من حيث الهدف العام لسوريا، يظلُّ الانتقالُ السياسي الذي ينتج حكماً شرعياً هو الهدف” ولكن “لن يحدثَ ذلك في العشرين الدقيقة القادمة من الناحية المجازية”.
كما نوّه، إلى أنَّ “سوريا تحت حكم الأسد وحاشيتِه لن تكونَ أبداً أقلَّ من كونها تهديداً خطيراً للسلام، ومنصةً للهيمنة الإقليمية الإيرانية”.
ولفت الى أنَّه “لا توجد إصلاحات على المدى القريب في سوريا”، مشدّداً على أنَّ “الخيارَ الأكثرَ ضرراً على المصالح الأمريكية ومستقبلِ سوريا سيكون افتراضَ أنَّ الأسد قد انتصر وأنّه يجبُ الزحفُ إلى أحضانه”.
كما أكّد هوف مشدّداً على ضرورة “الاستمرار في دعم المبعوث الخاص للأمم المتحدة والتمسّك بقرارات الانتقال السياسي للمجتمع الدولي على النحو الوارد في البيان الختامي لعام 2012 لمجموعة العمل بشأن سوريا وقرار مجلس الأمن 2254”.
وقال هوف إنّه “يجب على الإدارة الجديدة أنْ تلزمَ نفسها بمعاقبة أيِّ حملة متجدّدة من القتل الجماعي للمدنيين وإرهاب الدولة الذي يمارسه نظام الأسد عسكرياً”.
وأضاف أنَّ “الأسد ونظامه ليسوا على وشكِ إفراغ سجونهم أو الترحيب باللاجئين أو تقاسم السلطة مع أيِّ شخص. إنّهم ينتظرون بصبر الاستسلام الغربي، الذي يؤكِّد لهم مساعدوهم أنَّه سيأتي بالتأكيد”.
وخلص إلى أنَّ “إدارة بايدن، وبينما تتجنَّب التغيير العنيف للنظام في سوريا، عليها ألا تتكيفَ أبداً مع بقاء نظام الأسد”.