فريقُ منسقو استجابةِ سورية يرصدُ واقعَ التعليمِ في شمالِ غربِ سورية, ويحذّرُ من تسرّبِ الأطفالِ من المدارسِ
كشف فريق منسّقو استجابة سورية في تقرير اليوم الاثنين، عن الخسائر التي لحقت بقطاع التعليم في المناطق المحرّرة شمال غرب سورية، وما خلّفته الحرب المستمرّة ضد الشعب السوري على القطاع التعليمي، والتي يهدف نظام الأسد من ورائها خلق جيل غير متعلّم.
وأوضح تقرير الفريق أنّ خسائر قطاع التعليم شمال غرب سورية بلغت، 950 مليون دولار، لافتاً إلى أنّ نسبة التحاق الطلاب بالمدارس تراجعت في جميع المراحل التعليمية في سوريا من 93% إلى 65% من مجموع الطلاب.
وسجل التقرير 348 مدرسة في مناطق ريف حلب الغربي والشمالي، وإعداد الكوادر التعليمية في المنطقة المذكورة بـ5623 شخصاً، بينهم 4050 مدرّساً ومدرّسة، كما سجل أعداد الطلاب في مدارس ريف حلب الغربي والشمالي (عدا مناطق درع الفرات، وغصن الزيتون)، بتعداد حوالي الـ100121 طالباً وطالبة في المراحل الدراسية الثلاث.
ووفق التقرير، فإنّ عدد المدارس المتضرّرة في محافظة حلب، بلغت 100 مدرسة موزّعة على المجمعات التربوية في مناطق ريف المحافظة، في حين بلغت أعداد المدارس في أرياف محافظة حماة 175 مدرسة موزّعة على ثلاثة مجمعات تربوية.
كما وصلت أعداد الطلاب المسجلين في مدارس ريف حماة إلى 18922 طالباً وطالبة، في حين سجل عدد الكوادر العاملة في قطاع التعليم لمحافظة حماة 1092شخصاً، بينهم 885 مدرّساً ومدرّسة.
ولفت التقرير إلى أنّ معظم المدارس الواقعة في ريف حماة تضررت، بسبب قربها من مناطق التماس والاشتباكات مع قوات الأسد، حيث أحصى التقرير تضرر 1548 غرفة صفية وإداريّة بريف حماة، سواء كان جزئياً أو كلياً.
وأوضح التقرير أنّ محافظة إدلب تعدّ الأضخم من حيث تعداد الطلاب وأعداد المدارس، إذ بلغت أعداد الطلاب في المدارس 399660 طالباً وطالبة، موزّعين على أكثر من 13273 صفاً وشعبة مدرسيّة، موزّعة على ثمانية مجمعات تربوية شاملة لمحافظة إدلب.
ولفت إلى أنّ أعداد الكوادر التدريسية الموزّعة على المدارس، فبلغت 24200 شخصٍ، في حين بلغت أعداد المدارس المتضرّرة 96 مدرسة بنسب متفاوتة بين الدمار الجزئي والكلي.
واعتبر التقرير أنّ توقّف الدعم والمنح المالية عن القطاع التعليمي، بالإضافة إلى قلّة وجود الكوادر التدريسية، والاعتماد على مناهج قديمة وكلاسيكية، فضلاً عن استهداف المنشآت التعليمية، من أبرز التحديات والعوائق التي تحول من تطوّر العملية التعليمية في مناطق شمالي غربي سورية.
وأوصى التقرير بضرورة العمل على إصلاح المدارس المتضرّرة من خلال المنظمات والهيئات الإنسانية، وكذلك توفير دعم ثابت ومستقر للمدارس، وتفعيل المدارس ضمن العملية التعليمية ممن تتمتع بحالة جيدة، بالإضافة إلى تجنيب القطاع التعليمي الخلافات السياسية، وغيرها.
يذكر أنّ الجهات المانحة أعلنت عن إيقاف دعمها عن مديريات التربية والتعليم في إدلب, حلب, وحماة منتصف شهر أيلول الحالي, وتخفيض الدعم المقدّم لهذه المؤسسات.
واعتبر فريق منسّقو استجابة سورية حينها أنّ الدعم سيتوقّف الدعم عن مدارس تلك المديريات بما يعادل أكثر من 840 مدرسة ضمن المراحل التعليمية المختلفة في شمال غربي سورية, وعبّر عن أسفه الشديد لتوقّفِ الدعم من قبل الجهات المانحة والتي ستؤدي إلى حرمان عشرات الآلاف من الطلاب من استكمال العملية التعليمية في تلك المدارس.