فيديو على فيسبوك ينقذُ الفتنةَ داخلَ نظامِ الأسدِ.. هذهِ هي الأسبابُ وراءَ ذلكَ !!

يشيرُ مقطعُ الفيديو الغيرُ مسبوق على موقع فيسبوك من قِبل رجل الأعمال “رامي مخلوف” ابن خال “بشار الأسد” إلى انقسام الأسرة الحاكمة في سوريا، حيث كان “مخلوف” في الدائرة الداخلية منذ اليوم الأول لحكم “بشار الأسد”، فإخراجُه الآن سيكون بمثابة الطلاق.

ويأتي البثّ الغيرُ المسبوق للخلاف العائلي، بعد محاولات مختلفة للاستيلاء على أصول الشركات التي يسيطر عليها مخلوف، حيث هناك مطالبة جديدة بالملايين المستحقّة للترخيص من قبل “سيريتل” أكبرِ شركةٍ للهواتف المحمولة في سوريا، حيث يمتلك “مخلوف” حصة مسيطرة، وقال “مخلوف” إنّه يتعرّض لضغوط لتسليم 180 مليون دولار أمريكي، كجزء من حملة أوسع من قِبل الأسد لجمع الأموال للنظام الذي يعاني من نقص الأموال، كما تمّ استهدافُ رجال أعمال آخرين، بمن فيهم الموالون للأسد.

إلا أنّ السبب الرئيسي لاشتعال الخلاف بين مخلوف ونظام الأسد غير واضح، حيث أنّه في الشهر الماضي أعلنت السلطات المصرية أنّها صادرت أربعة أطنان من المخدرات مخبّأة في شحنة لبنٍ من سوريا إلى ليبيا من قبل شركة “مخلوف”، حيث وصف “مخلوف” حينها على صفحته على فيسبوك الحادث بأنّه يهدف إلى تشويه سمعته، وقبلَ شهرٍ جمّدت حكومة النظام أصوله للمرّة الثانية، مستشهدةً بالضرائب المستحقة على شركته المستوردة للوقود “آبار بتروليوم”.

من جهته، قال الدبلوماسي السوري السابق السفارة السورية في واشنطن “بسام بربندي” والذي انشقّ عن نظام الأسد في عام 2012، إنّ الخلاف بين “رامي مخلوف” ابنِ خال “بشار الأسد”، و”أسماء الأخرس” زوجةِ “بشار الأسد” هو على من يسيطر على اقتصاد البلاد.

وأضاف “بربندي” بأنّ “الحيازات المالية والمؤسسات الخيرية لدى مخلوف قد لعبت دوراً محورياً خلالَ الحرب في تمويل وضمان المحسوبية، وخاصة بين الأقلية العلوية في سوريا التي ينحدر منها الأسد”، كما أنّ لدى زوجة بشار الأسد منظمة خيرية خاصة بها وقد بنتْ لنفسها دورًا عامًا رئيسيًا.

وقال “بربندي” إنّ مخلوف يبدو أنه يحاول تذكير الأسد بأنّه لا يزال يتمتع ببعض التأثير، أي بصورة أوضح “إذا خسرتني ستخسر المجتمع العلوي، وهذا شيء لم يسمع به من قبلُ، لشخص من العائلة أنْ يتحدّثَ علناً بهذه الطريقة”.

وتابع “بربندي” بالقول: إنّ “مخلوف يمثل جناحًا متشدّدًا من الأسرة، ويفضل استخدام القوة العسكرية لسحقِ المعارضين الحكوميين، والعبوس على المرأة التي تلعب دورًا بارزًا كما تفعل أسماء الأسد، وهذا من شأنه أن يضعَه على خلاف مع روسيا، التي تحاول إقناع الأسد بتقديم تنازلات سياسية لإنهاء الحرب، حيث قالت العديد من التقارير في وسائل الإعلام إنّ روسيا كانت وراء حملة التحقيق مع شركات مخلوف، ربّما بهدف استرداد بعض نفقاتها الخاصة على سوريا.

وقال الكاتب الصحفي السوري “عبد الوهاب بدرخان” إنّ هناك خلافاً بين الأسد ومخلوف يمكن قراءتُه بأنّ هناك العديد من الأشخاص كوّنوا ثروات قبلَ وخلال الأزمة السورية بتسهيلات من دوائر النظام، لكنّ النظام حالياً لديه حاجةٌ إلى أموال لكي يدير الدولة أو العمليات العسكرية وغيرها”.

وهناك تنافس بين أطراف النظام بمن فيهم الأسد ومخلوف ووالده محمد، على بعض الموارد التي كان أهل مخلوف يسيطرون عليها بموافقة الأسد وهذه الموافقة ربّما لم تعدْ واردةً لأنّ النظام أمام ضائقة مالية، فالخلاف العميق بين الأسد ومخلوف أدّى إلى العديد من الإجراءات ضدّ الأخير وكان أحدثُها الحجزُ المالي، كما دفعت قرارات النظام بحقّ “مخلوف” الأخير إلى الظهور في فيديو على هيئة فاعل خير، يناشد فيه ابنَ عمته “بشار الأسد” وسط قرارات الحجز ومطالبات لشركاته بدفع ملايين الدولارات كضرائب لخزينة الدولة.

وبدوره صرّح دبلوماسي غربي رفض الكشف عن هويته: إنّ “الفيديو يعكس نزاعًا عائليًا عميقًا تمّ فيه طردُ مخلوف بعد المبالغة في يده”، وكانت قد ظهرت تقارير لأوّلِ مرّةٍ العام الماضي عن علاقات مضطربة حيث بدأت أنباء حملة حكومية ضدّ مخلوف وأعماله بالخروج، وذكرت التقارير الأولى أنّه كان قيد الإقامة الجبرية، ثم ظهرت سلسلة من القصص حول مصادرة ممتلكاته أو تغريمها.

وقال دبلوماسي آخر يراقب سوريا، إنّه في الوقت الذي يعيش فيه أكثر من 80 في المائة من السوريين تحت خط الفقر، ترتفع الأسعار وتتدهور العملة، فالسبب الأول وقبل كلِّ شيء هو قلّة ُالمال، “مخلوف” لم يدفع ما يكفي وهو غيرُ راغبٍ في ذلك، وهناك حاجةٌ إلى المال حيث أنّ خزائن النظام فارغة تماماً، كما يهدد الاستهلاك الواضح لـ “مخلوف” بإعادة إشعال المعارضة للنظام داخل مناطقه من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى