قواتُ الأسدِ تحشدُ تعزيزاتٍ عسكريةٍ ضخمةٍ وتهدّدُ باقتحامِ مناطقَ بريفِ درعا
استقدمتْ قواتُ الأسد تعزيزات عسكرية ضخمة إلى ريفي درعا الشرقي والغربي، وسطَ مخاوفَ من عمليات عسكرية جديدة، وذلك على خلفية مقتل 9 عناصر من قوات الأمن الداخلي التابعة لنظام الأسد. حيث تشيرُ المعطيات إلى أنّ نظام الأسد يذهب باتجاه التصعيد في درعا لاختبار مستوى الحلِّ الأنسب بين الخيار الأمني أو العسكري، لفرض سيطرته على المنطقة.
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” إنّ حشوداً عسكرية ضخمة لقوات الأسد والميليشيات الموالية لها, تجمّعت عند تلّ الخضر المتاخم لمدينة درعا من الجهة الغربية، بالإضافة لتعزيزات من اللوائين 52 و38 شرق المدينة، وصلت إلى ريف المحافظة، وسطَ معلومات عن نيّة قوات الأسد اجتياحَ ناحية المزيريب لإلقاء القبض على القيادي السابق في الجيش الحرّ, والذي قتل تسعة عناصر من قوات الأسد قبلَ يومين.
وكان من المفترض أنْ يتمَّ تسليمُ المطلوب من قبل وجهاء المنطقة، إلا أنّ القيادي لا يزال متوارياً عن الأنظار، حيث أكّدت مصادرُ مطّلعة أنّ الأجهزة الأمنية والعسكرية استقدمت تعزيزات عسكرية، مهدّدة باجتياح عسكري للمنطقة في حال عدم تسليم القيادي.
وأضاف المرصد السوري أنّ اجتماعاً جرى بين وجهاء المنطقة وممثلين عن الاحتلال الروسي، تعهّد الطرفُ الأول بملاحقة القيادي والعمل على تسليمه فورَ العثور عليه، كما أصدرت فعاليات عشائرية ومحلية بياناً استنكرت فيه ما قام به القيادي السابق.
ويعود التوتّرُ الأخير إلى هجوم انتقامي شنّه مسلحون قتلوا خلاله 9 عناصر من قوات الأمن الداخلي التابعة لنظام الأسد، في ناحية مزيريب ريف درعا، وقالت مصادر محلية إنّ الهجوم جاء على خلفية تنفيذ قوات الأسد، الأحد، إعداماً ميدانياً بحقّ مقاتلين اثنين من الفصائل المحلية، وهما “شجاع قاسم الصبيحي”، و”محمد أحمد موسى الصبيحي”، حيث وجِدت جثتيهما على طريق “جعيلة ـ إبطع” في الريف الأوسط من المحافظة.
ونتيجةً لذلك، شنّت عشيرتا الشابين، بقيادة والد أحدهما، هجوماً على مركز للأمن الداخلي في مدينة المزيريب غربي المدينة، واختطفوا 9 عناصر من الناحية كانوا موجودين في المركز، الى موقع مجهول، حيث تمّت تصفيتهم، ورموا جثثهم شمال مدينة درعا.
ووفْق المصادر، فإنّ المجموعة المسلّحة الّتي هاجمت ناحية المزيريب وقتلت العناصر، يقودها محمد قاسم الصبيحي الملقب بـ”أبو طارق”، وذكرت أنّ أحدَ الشخصين المقتولين هو ابن (أبو طارق).
ولم يستطعْ نظامُ الأسد وضعَ يده على الجنوب السوري، إذ تعاني المنطقة من اضطراب وفجوة أمنية منذ توقيع اتفاق التسوية في درعا، قبل أكثرَ من عامين، بسبب سياسات نظام الأسد من تضييق واعتقال وقتلٍ، ازدادت وتيرتُها في الآونة الأخيرة.