كهرباءٌ أردنيّة وغازٌ مصريٌّ.. إجراءاتٌ أمريكيّةٌ تهدفُ إلى تخفيفِ القيودِ الاقتصاديةِ على نظامِ الأسدِ

حظي لبنانُ بموافقةٍ أمريكيّة لاستثنائه من عقوبات قيصر بعد أنْ أبلغت السفيرة الأمريكية في لبنان “دوروثي شيا”، الرئيس اللبناني بأنَّ واشنطن ستساعد باستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبرَ الأراضي السورية.

ويرى محلّلون, أنَّ هذه الخطوة تصبُّ في سياق تخفيف العقوبات المفروضة على نظام الأسد.

وتشمل الموافقة الأمريكية أيضاً السماح للغاز المصري بالعبور إلى الأردن وسوريا ولبنان، إذ سيتولّى البنك الدولي تمويل نقلِ الغاز المصري وإصلاح شبكة الكهرباء بين الأردن وسوريا ولبنان، وتقويتها بالشكلِ المطلوب.

ويرى المركز أنَّ مثل هذا الإجراء يحمل في مضامينه إتاحة المجال بشكل جزئي لعملية “إعادة الإعمار” في سوريا التي عرقلتها واشنطن طيلةَ السنوات الماضية، على اعتبار أنَّ البنك الدولي سيتولّى إعادة تأهيل أجزاء من خطوط الغاز وشبكة الكهرباء.

وهذا الأمرُ يتيح للنظام أنْ يستفيدَ من الغاز المصري الذي سيتدفق إلى أراضيه، وبأسعار ستكون أرخص نسبياً من باقي المصادر.

ويرجّح المركز في دراسته أنَّ هناك توجّهاً أمريكياً لإعطاء مكاسب اقتصادية لروسيا في سوريا، لاختبار إمكانية الاعتماد على موسكو في إدارة عملية تغيير سياسي حقيقية داخل النظام تسهمُ في “تغيير سلوكه” تجاه بلدان الجوار.

ويلفت الخبراءُ في تحليلهم للموقف الأمريكي إلى أنَّ جزءاً من عملية التغيير هذه ستكون متعلّقة بتقليص النفوذ الإيراني على الأراضي السورية؛ لأنَّ هذا سينعكس إيجابياً على كلٍّ من الأردن وإسرائيل، وسيسهم في تعزيز الإستراتيجية الأمريكية القائمة على تجريد إيران من هوامش المناورة في المنطقة تمهيداً لعقد اتفاق جديدٍ وَفْق الرؤية الأمريكية.

وأشارت الدراسة إلى أنَّ هذا القرار إلى جانب تحرّكات أخرى يأتي في إطار تعزيز التنسيق والتعاون مع روسيا، ونقطةَ التقاء مصالح الأطراف جميعِها في تضييق هامش المناورة الإيرانية وتحجيم طهران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى