لجنةٌ أمميّةٌ تتّهمُ نظامَ الأسدِ بشنِّ هجماتٍ غيرِ مشروعةٍ على شمالِ غربِ سوريا
اتّهمت لجنةُ الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا نظامَ الأسد بشنِّ هجمات غيرِ مشروعة في مراكز حضرية شمال غرب سوريا، ومواصلةِ ارتكاب أعمال التعذيب في المعتقلات.
وقالت اللجنة في تقرير نُشِرَ على الموقع الرسمي للأمم المتحدة أمس الثلاثاء، إنَّ تصاعدَ حدّة العنف في شمال غرب سوريا أدّى إلى وفاة وإصابة وتشويه مدنيين جرّاءَ هجماتٍ غيرِ مشروعة شنّتها قوات الأسد، استُعملت في بعض منها الذخائرُ العنقودية في مراكز حضرية ذات كثافةٍ سكانية مرتفعة في منطقة إدلب، “حيث قُتِل أو أُصيب هناك أكثرُ من 150 مدنياً، نصفُهم من النساء والأطفال”.
كما اتّهمت اللجنةُ الأممية في تقريرها نظامَ الأسد بمواصلة ارتكاب أعمال التعذيب، بما في ذلك العنفُ الجنسي في بعض الحالات، وسوءُ المعاملة ضدَّ أشخاص في مراكز الاحتجاز، رغمَ الأمرِ الصادر عن محكمة العدل الدولية في تشرين الثاني الماضي والمُوجّه إلى النظام بشأن وقفِ التعذيب.
وأشارت إلى أنَّها وثّقت حالات وفاة في أثناء الاعتقال، وإعاقةِ جهود الأهالي للعثور على أقاربهم المعتقلين بشكلٍ تعسّفي، حيث فُرض عليهم دفعُ رشىً مقابل الحصول على معلومات بشأن مصير المعتقلين، أو مقابلَ زيارتهم أو إطلاقِ سراحهم.
كذلك وثّق تقريرُ اللجنة حالاتٍ شهدت إصدارَ النظام لإخطارات رسمية بشأن حالاتِ وفاة في أثناء الاعتقال، وتأخّر تسليمِها لعشر سنوات، ما ترك عائلاتِ المعتقلين تعاني لفترة عقدٍ كاملٍ وهي في حالة من انعدام اليقين.
ولفتت إلى أنَّ ممارساتِ الاعتقال القاسية استمرّت في كلِّ أنحاء سوريا، ما يؤكّد مجدداً استمرارَ أنماط جرائم الحرب من طرفِ كلِّ الجهات الفاعلة الممارِسة للاعتقال، وكذلك أنماطِ الجرائم ضدَّ الإنسانية في معتقلات نظام الأسد.
و حذّرت اللجنة الأمميّة أيضاً من اشتداد حدّةِ القتال في العديد من خطوط جبهاتِ النزاع السوري، وسطَ المخاوف من اندلاع حربٍ واسعةِ النطاق في المنطقة.
وقال رئيس اللجنة باولو بينهيرو إنَّ موجاتٍ جديدة من الأعمال العدائيّة تُشعَل مجدداً ، مشيراً إلى أنَّ “الاقتتالَ المباشر الأخير في محيط دير الزور شمال شرقيّ سوريا بين (قسد) من جهة، والقبائلِ العربية وقوات الأسد والمليشيات المدعومة من إيران من جهة أخرى، تذكّرنا بالظلم الذي يتملك سكانَ هذا الجزء من شمال شرق سوريا”.
ورأى بينهيرو أنَّ تصاعدَ التوتّرات الإقليمية الناجم عن الحرب على غزّة أدّى إلى زيادة الضرباتِ الجويّة الإسرائيلية التي تستهدف مسؤولين إيرانيين وميليشيات مدعومةٍ من إيران في كلّ أنحاء سوريا، الأمرُ الذي تسبَّب ثلاثَ مرّات على الأقلِّ في سقوط ضحايا مدنيين.
كذلك حذّرت اللجنة من أنَّ سوريا تنزلق أكثرَ باتجاه أزمة إنسانية مقلقة تهدّد بأنْ تصبحَ خارج السيطرة، وقالت، “خلال السنة الحالية، لم يُموَّلْ سوى ربع الاحتياجات الإنسانية، التي بلغت أعلى مستوى لها منذ بدءِ النزاع”.
وقالت اللجنة، “يواجه 13 مليون سوري حالةً حادّةً من انعدام الأمن الغذائي، ويظهر على أكثرَ من 650 ألفَ طفلٍ علاماتٍ تدلُّ على توقّفِ النمو الناجم عن سوء التغذية الحادّ”.