مؤلفُ كتابِ “الخطِّ الأحمرِ”: الردُّ العالمي على استخدامِ الأسدِ السلاحَ الكيمائي كانَ معيباً

قال “جوبي واريك” مؤلف كتاب “خط أحمر” الذي يدور حول الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد واستخدامها ضدَّ الشعب السوري، الفائز بجائزة بوليتزر، إنَّ استخدام غاز السارين ضدَّ النساء والأطفال أيقظ العالم لتهديد خطير، وإنَّ الردَّ العالمي على ذلك كان معيباً.

وأضاف الكاتب، في مقابلة مع مجلة “نيوزويك” الأمريكية، أنَّ أكثرَ الأشياء التي صدمته خلال عمله للإعداد الكتاب، هو استعداد بشار الأسد لتسليم أسلحة كيميائية لميليشيا “حزب الله” اللبناني، واحتمال حصول التنظيمات الإسلامية “الإرهابية” على جزءٍ من هذه الأسلحة، واكتشاف أنَّ تنظيم “داعش” كان يصنع أسلحة كيميائية خاصة به.

وأوضح واريك، أنَّ ما دفعه للكتابة في هذا الموضوع هو اهتمامه باستكشاف جانب واحد من جوانب الأزمة السورية، الذي أجبر أمريكا والقوى الأخرى على التدخّل المباشر، مشيراً إلى أنَّ تسميم النساء والأطفال بغاز السارين القاتل، أدّى إلى تغيير طبيعة الصراع، وأيقظ العالم لتهديد خطير، وهو احتمال استخدام غازات الأعصاب السورية على نطاق أوسع ضدَّ السوريين أو سرقتها من قِبل “الإرهابيين” واستخدامها على نطاق عالمي.

وفي مقارنة له بين نهج الرئيس السابق دونالد ترمب ونهج الرئيس الأسبق باراك أوباما تجاه سوريا، قال واريك إنَّ خطة الضربة التي تصوّرها أوباما في عام 2013 ولم تنفّذ، مشابهة تماماً لتلك التي نفّذها ترامب في عام 2017، مما يعني أنَّ كليهما كان يهدف لضرب المنشآت العسكرية فقط، وليس مخزونات الأسلحة أو النظام السوري نفسه.

أما النهج الدبلوماسي الذي اتّبعه أوباما وتعرّض لانتقادات حادّة، فإنّه، كما يقول واريك، لم يغيّر سلوك الأسد أيضاً، رغم أنَّه أدَّى، على الأقلِّ، إلى القضاء على معظم مخزون الدكتاتور من الأسلحة الكيميائية وكذلك معدّات الإنتاج.

وعن تقييمه العام لتجربة أمريكا في سوريا، قال الكاتب إنَّ هناك أسباباً وجيهة تجعل العديد من المسؤولين الأميركيين يصفون الأزمة السورية بأنَّها “غاية في التعقيد”، وكانت الخيارات تجاهها “صعبة” منذ البداية، وازدادت سوءاً.

وفي ظلِّ غياب تدخُّلٍ عسكري أميركي كبير في سوريا لم تكن هناك طريقة مؤكَّدة للإطاحة بنظام الأسد واستبداله بحكام معتدلين -يقول الكاتب- وقد أثبت الأسد أنَّه عنيد بقدر ما كان قاسياً، وكان مدعوماً من حلفاء قاموا بحمايته دبلوماسياً، في الأمم المتحدة، وكذلك بالقوات والطائرات.

ويضيف الكاتب أنَّ المعارضين المسلّحين في سوريا كانوا مقتنعين أنَّ واشنطن ستأتي لإنقاذهم في نهاية المطاف، لكنَّها في الواقع لم تكنْ مستعدَّة أبداً لتخصيص الموارد اللازمة لمساعدة حلفائها على الانتصار.

وعن السياسة التي يجب أنْ تتّبعها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في سوريا حالياً، يقول الكاتب إنَّ أمريكا بحاجة إلى الاستمرار في المشاركة في سوريا، بما في ذلك الوجود على الأرض لكبحِ طموحات إيران وضمانِ عدم عودة تنظيم “داعش”، الذي لا يزال يقود عشرات الآلاف من أتباعه في المنطقة.

ويؤكِّد أنَّ بايدن إذا ترك الأمر للآخرين لتسوية مستقبل سوريا يخاطر بعودة حالة عدم الاستقرار الواسعة النطاق التي قد تغذي “التطرف” وتعرّض حلفاء واشنطن الرئيسيين للخطر.

وخُتمت المقابلة بقول الكاتب إنَّه يشعر بالقلق من أنَّ العالم يدخل مرحلة ترى فيه القوى المناهضة للديمقراطية قيمة في تطوير أنواع جديدة من الأسلحة الكيميائية، وربَّما أسلحة بيولوجية، وأنَّه يرى أنَّ هناك حاجة ملحَّة للعمل الاستقصائي في كلِّ هذه المجالات. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى