ما علاقةُ روسيا وإيرانَ بفشلِ نظامِ الأسدِ في جلْبِ الاستثماراتِ العربيّةِ؟

كشف محلّلون اقتصاديون عن أسبابِ فشل نظام الأسد في جذبِ الشركات العربية للاستثمار في مناطق سيطرتِه، ودورِ روسيا وإيران في هذا الفشلِ.

وقال الخبيرُ في الاقتصاد السوري جهادُ يازجي، إنَّ السوريين أنفسَهم الذين لا تشكّل العقوباتُ مصدرَ إزعاجٍ لهم، لا يجرؤون على الاستثمار بسبب مناخ الأعمالِ الصعب، مشيراً إلى الفساد ونقصِ القوى العاملة ومستلزماتِ الإنتاج.

وأضاف يازجي في حديثٍ لموقع “عربي 21″، “نجد في بعضِ الأحيان شركةً أسسها مستثمرون من دول أجنبية بما في ذلك الخليج أو حتى أوروبا، لكنّهم لم يحقّقوا أيَّ شيءٍ، ويعود ذلك إلى حدٍّ كبيرٍ إلى العقوبات”.

في المقابل، تحدّث محلّلون اقتصاديون للموقع عن أسبابٍ أخرى تقف وراءَ إحجامِ الشركات العربية عن الاستثمار في مناطق سيطرةِ نظام الأسد، منها الخوفُ على الاستثماراتِ من سطوةِ إيران.

وقال الخبيرُ الاقتصادي رضوان الدبس، إلى جانبِ العقوبات الأمريكيّة التي تعيق عودةَ الاستثمارات العربية إلى سوريا، لا توجد في البلاد حالةُ اقتصادية جذّابةٌ للاستثمار، وخاصةً لجهة عدم الاستقرار، ما يجعل من الاستثمارات الخارجية بدون ضمانات.

وأشار الخبيرُ الاقتصادي إلى وجود تيّاراتٍ وأجنحةٍ داخل بنيةِ النظام، فضلاً عن هيمنة روسيا وإيران على مفاصلِ النظام، مؤكّداً أنَّ “الوجودَ الأجنبي يزيد مخاوفَ المستثمرين الأجانب، وغالبيتُهم يخشون تكرارَ تجربةِ الخسائر عندما اندلعت الثورة في سوريا، حيث انسحب الكثيرُ من الشركات مع تكبّدِ خسائرَ كبيرة”.

أما الباحثُ الاقتصادي يونس الكريم، فيرى استحواذَ روسيا وإيران على الاستثمارات السورية المهمّةِ، في مقدّمةِ الأسبابِ التي تمنعُ الشركات الخليجية من القدوم للاستثمار في سوريا، وقال إنَّ “ما تبقّى من فرصٍ استثمارية، لا تشكّل أهميّةً أو جذباً للشركات الخليجية، علماً أنَّ العقوبات الأمريكية حاضرةٌ”.

وتابع بأنَّ نظامَ الاسد يريد الاستثماراتِ الخليجيّة كتعويض عن خسائرِ الحرب في سوريا، في الوقت الذي يبحث فيه أصحاب الأموال عن الأرباح والبيئةِ المستقرّةِ.

وبما يخصُّ العقوبات، قال الإعلامي السوري أيمن عبد النور، “للعقوبات دورٌ كبيرٌ في كبحِ تدفّق الاستثمارات الخارجية. لكنَّ الأهم هو وجودُ مؤسسات وقانون وقضاء لضمان مستقبل الاستثمارات”، موضحاً، “كلُّ ذلك غيرُ موجودٍ في مناطق النظام، والدولةُ تحت سطوةِ إيران وروسيا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى