مجلةٌ أمريكيّةٌ: التطبيعُ مع نظامِ الأسدِ جعلَ مشاكلَ سوريا أسوأ

قالت مجلة فورين بوليسي في مقالٍ لها أمس الاثنين إنَّ التطبيعَ العربي مع نظام الأسد رغمَ مرور 3 أشهرٍ عليه، جعلَ مشاكلَ سوريا أسوأ.

ووفقاً لمقال المجلة، فإنَّه قبلَ ثلاثة أشهرٍ، أطلقت السعودية جهوداً إقليميّة متضافرة ومتسارعة لإعادة إشراك نظام الأسد، انتهت بإعادةِ أحدِ أكثرَ “مجرمي” الحرب شهرةً في العالم للجامعة الدول العربية، رغمَ مقتل أكثرَ من نصف مليون شخصٍ، وبعد ما يقرب من 340 هجوماً بالأسلحة الكيماوية، و 82 ألفَ برميل متفجّر، وعشرات من عمليات الحصارِ على غرار العصور الوسطى.

وأوضح المقال أنَّ أوروبا لا تظهر أيَّ علامة على أنْ تحذوَ حذوَ الدول العربية، ولا الولايات المتحدة، على الرغم من أنَّ بعضَ كبار مسؤولي البيت الأبيض أعطوا الضوءَ الأخضرَ بشكل خاص لمحور المنطقة.

المجلة الأمريكية لفتت في تقريرها إلى أنَّ الهدفَ الأساسي الذي قام عليه تطبيع المنطقة العربية مع نظام الأسد كان هو الرغبةُ في رؤية سوريا مستقرّة.

وأشار المقال إلى أنَّ عدمَ الاتفاق على آليةٍ لإيصال المساعدات الأممية إلى شمال غربي سوريا، التي انتهت الشهرَ الماضي، يعتبر مثالاً كبيراً عن فشل فكرة أنَّ التطبيعَ مع نظام الأسد من شأنه أنْ يؤدّيَ إلى تنازلات.

كذلك نقلت المجلة عن مسؤولين أممين، أنَّ نظامَ الأسد أبلغَ مسؤولين من الأمم المتحدة في الأسابيع الأخيرة، أنَّه لا ينوي إعادةَ التواصل مع اللجنة الدستورية، ولن يستمرَّ في نهج “خطوة مقابلَ خطوة”.

وكانت إحدى القضايا التي كانت السعودية والأردن أكثرَ قلقاً بشأن انبعاثها من سوريا هي تجارةُ الكبتاغون، ووقفُ تدفّقها كان بنداً أساسياً في جهود التطبيع، لكنَّ البيانات تشير إلى مصادرة ما قيمته مليار دولار من الكبتاغون السوري الصنع في جميع أنحاء المنطقة، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان والكويت والعراق وتركيا و الأردن.

وأشار المقال إلى أنًَ الدولَ كانت تأمل ببدء عودة اللاجئين إلى سوريا، لكنَّ ما يحصل أنَّ رحلات السوريين المحفوفة بالمخاطر نحو أوروبا، تتزايد، وسطَ الانهيار الاقتصادي واستمرار التصعيد العسكري.

ولفتَ المقالُ إلى استطلاع للأمم المتحدة بشأن اللاجئين السوريين صدرَ بعدَ أيام قليلة من مشاركة رأس نظام الأسد في قمّة جامعة الدول العربية في جدّة، حيث أظهر أنَّ 1% فقط يفكّرون في العودة في العام المقبل.

كما بيَّنت المجلة أنَّه في الأشهر الثلاثة الماضية، انهارَ الاقتصاد السوري بشكل سريع، حيث فقدت الليرةُ السورية 77% من قيمتها، موضّحةً أنَّه عندما زارَ وزير الخارجية السعودي دمشقَ في نيسان الماضي، كانت قيمةُ الليرة السورية تساوي 7500 ليرةٍ مقابلَ الدولار الواحد، أما اليوم، فقد بلغَ هذا الرقم 13300 ليرة.

وأكّدت المجلة في ختام مقالها أنَّ الخطأ يكمن في النظام نفسه، الذي ثبتَ أنَّه فاسدٌ بشكلٍ منهجي، وغيرُ كفء، ومدفوعاً بالجشع بدلاً من الصالح العام، مشيرةً أنَّ سوءَ الإدارة المالية وإعطاءَ الأولوية لتجارة المخدّرات غيرِ المشروعة أدّى إلى قتلِ الاقتصاد السوري، وربّما إلى الأبد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى