مجلةٌ بريطانيةٌ: نظامُ الأسدِ في أضعفِ حالاتِه لكنّه لم ينتهِ بعدُ
قالت مجلة “إيكونوميست” البريطانية, إنّ سوريا رغم معاناتها لسنوات طويلة من الحرب الأهلية التي حصدت مئات الألاف من المدنيين، وشرّدت الملايين عادت إلى النقطة التي بدأت منها.
وذكرت المجلة في تقرير ترجمته “عربي21″، إنّ سكان منطقة جنوب- شرق سوريا عادوا بالهتافات المعادية لنظام الأسد، وهي ذاتها التي أشعلت الحرب الأهلية.
وأشارت إلى أنّ التلفزيون الرسمي التابع لنظام الأسد، الذي كان يغطي المظاهرات لمقابلة أيِّ شخص لديه استعدادٌ لمدح رأس نظام الأسد، فلم يجدْ، مشيرةً إلى أنّ معظم السوريين لا يزالون يعيشون في فقر مدقع، ويعانون الفساد وعدم المساواة الاجتماعية.
ونقلت المجلة عن محاضِر جامعي قوله، إنّ “المظالمَ التي أشعلت الانتفاضة أصبحت أكثر وضوحاً”.
وأشارت إلى أنّ نظام الأسد يواجه تحديات جديدة لا يمكنه حلُّها بالقوة، في ظلِّ عملة منهارة تدفع الناس نحو فقرٍ أكبر، وعقوبات أمريكية ستزيد من سوء الأوضاع.
وأضافت أنّ رأس نظام الأسد عندما ورث الرئاسة من والده قبل عقدين كانت سوريا بلداً غالبيته من أبناء الطبقة المتوسطة، واليوم هناك نسبة 80 بالمئة من السكان فقراء.
وفي السياق، لفتت المجلة إلى المشاكل التي يعانيها لبنان، التي تُعدّ أكبر سوق لسوريا ومزوّد للعملة الصعبة.
وأوضحت أنّه ومع نقص الدولار في البلدين انهارت قيمة العملة السورية بنسبة 50 بالمئة، واليوم بات سعر الدولار الواحد 3.000 ليرة سورية في السوق السوداء، فيما قرّرت مناطق المعارضة في الفترة الماضية استخدام الليرة التركية بدلاً من العملة المحلية.
وأضافت أنّ قيمة رواتب حكومة نظام الأسد تتراجع مع زيادة أسعار المواد الأساسية، وتقول الأمم المتحدة إنّ الكثير من سكان سوريا لن يستطيعوا الحصول على الطعام اللازم لهم، ولم يعدْ لدى الصيدليات الدواء الكافي لأنّ منتجي الأدوية ليس لديهم المال اللازم لشراء المكونات الطبية من الخارج.
وأشارت إلى أنّه رغم عودة المحلات والمقاهي لفتح أبوابها بعد فترةِ إغلاق، إلا أنّها عادت وأغلقت من جديد بسبب قلّة الزبائن، كما طلبت حكومة نظام الأسد لكي تزيد من احتياطاتها من البنوك التوقّف عن تقديم القروض بشكل زادَ من المشاكل، فيما قامت المصارف بوقفِ آلات الصرف الآلي وحدّدت كمية المبالغ المسحوبة.
ولفتت إلى اصطفاف الناس بطوابير طويلة أمام البنوك، على أمل استعادة ما لديهم من توفير قبل هبوط قيمة العملة من جديد، بالوقت الذي بدأ نظام الأسد فيه بالضغط على الأثرياء لدعم الاقتصاد.
ونوّهت إلى الخلاف بين نظام الأسد ورامي مخلوف، الذي بدأ في أيار بنشر سلسلة من أشرطة الفيديو على فيسبوك اشتكى فيها من سياسة الضغط التي يمارسها النظام ومصادرته لأرصدته.
ونقلت المجلة عن الصحفي السوري إبراهيم حميدي، أنّ مشكلة نظام الأسد باتت مع الموالين له لا المعارضة، مشيراً إلى العنف الذي اشتعل في مناطق تخضع لنظام الأسد مثل درعا.
وتطرّقت المجلة إلى قرار رأس نظام الأسد عزْلَ رئيس وزرائه عماد خميس، مشيرة إلى أنّه بات يعتمد على مجموعة صغيرة من المقرّبين له، لكن مشاكله زادت في 17 حزيران الجاري مع تطبيق قانون قيصر الأمريكي.
ورأت المجلة، أنّ نظام الأسد رغم ما يعانيه من حالة ضعف، لكنّه لن ينهار، موضّحة أنّ أربعة عقود من العقوبات علمت نظام الأسد كيفية التعاملِ مع الضغط وحرفِ اللوم، فقد عاد لاستخدام طرق التهريب التقليدية، خاصة عبْرَ لبنان مع إنشاء طرق جديدة، والأهم من ذلك لا يزال رأس نظام الأسد محمياً من الاحتلالين الروسي والإيراني اللذين يأملان باستعادة استثماراتهما.