مجلسٌ عسكريٌّ سوريٌّ مشتركٌ… مقترحٌ خطيٌّ على طاولةِ موسكو

تلقّى الاحتلال الروسي مجدّداً عروضاً من معارضين سوريين تدعو إلى تشكيل مجلس عسكري مشترك بين قوات الأسد وفصائل المعارضة ومنشقّين، بخيارات عدّة، بينها مرسوم يصدره رأس نظام الأسد بعد الانتخابات المقبلة منتصف العام، يتولى مهمّاتٍ عدّة، بينها إخراجُ القوات والميليشيات الأجنبية عدا الاحتلال الروسي وتوحيد البلاد وقواتها ورعاية الحلِّ السياسي, وفق ما ذكرتْ صحيفة “الشرق الأوسط”.

وأضافت الصحيفة في تقرير، اليوم الأربعاء، أنَّ العرض الأول، جاء خطيّاً من معارضين سوريين في منصتي “موسكو” و”القاهرة” لتنفيذ القرار “2254”، وتضمن اقتراح “تشكيل مجلس عسكري خلال مرحلة انتقالية يتمٌّ الاتفاق حول مدّتِها”.

وجاء في الوثيقة التي حصلت “الشرق الأوسط”، على نسخة منها، أنَّ المجلس يتشكّل من ثلاثة أطراف، هي “متقاعدون خدموا في حقبة حافظ الأسد ممن كان لهم وزن عسكري واجتماعي مرموق”، إضافة إلى “ضبّاط ما زالوا في الخدمة”، إلى جانب “ضباط منشقّين لم يتورّطوا في الصراع المسلح ولم يكن لهم دورٌ في تشكيل الجماعات المسلّحة”.

وأوضحت الوثيقة أنَّ المجلس يهدف إلى تنفيذ القرار “2254”، ضمن 10 خطوات، بينها “إصلاحُ المؤسسة العسكرية وإعادةُ تأهيلها وتمكينها من القضاء على الإرهاب، وتفكيكٌ كافة الجماعات المسلحة، وجمعُ السلاح واستعادةُ سيادة الدولة على أراضيها كافة، وتسميةُ حكومة مؤقتة تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية التي ينصُّ عليها دستور 2012، والدعوة لمؤتمر وطني داخل البلاد ينتج عنه جمعية تأسيسية لكتابة دستور جديد للبلاد”، إضافة إلى “إطلاق المعتقلين”، و”إعادة اللاجئين إلى أماكن سكناهم الأصلية”، و”إجراء الاتصالات الدولية بالتعاون مع رئيس الحكومة لحشد الدعم من أجل إعادة الإعمار”.

ومن المهمّات المقترَحة، “إخراجُ القوى الأجنبية كافة من البلاد، باستثناء قوات الاحتلال الروسي التي تعمل على مساعدة المجلس العسكري والحكومة المؤقتة في تأمين الاستقرار وتنفيذ 2254 وتشكيل هيئة مصالحة”، و”حماية عملية الاستفتاء على الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية”.

واقترحت الورقةُ خيارين بشأن “المرجعية القانونية”، الأول أنْ “يبقى دستور 2012 سارياً خلال المرحلة الانتقالية على أنْ تُحال صلاحيات رئيس الجمهوري كافة المنصوص عليها في الدستور إلى المجلس العسكري”، والثاني، “إعلان دستوري مؤقّت مستوحى من تفاهمات فيينا 2015”.

ووفقاً للصحيفة، “تضمن المناقشات مع الجانب الروسي أنْ يصدرَ رأسُ النظام بعد انتخابات الرئاسة المقبلة، مرسوماً بتشكيل هذا المجلس وصلاحياته”.

وبالتوازي مع الاقتراح السابق، نشرت صحيفةُ “نيزافيسيمايا غازيتا” الفيدرالية الروسية، مقالاً للصحافي السوري المعارض ياسر بدوي يدعو إلى تشكيل مجلس عسكري “بالتوافق بين الأطراف الفاعلة في سوريا، وعلى رأسها الاتحاد الروسي، ويضمُّ المجلس الضباط القائمين على عملهم والضباط المنشقّين الذين لم يشتركوا في عمليات قتل، ويقوم المجلس بالقضاء على الإرهاب، وحماية الوطن والمواطنين، وجمع السلاح”.

وأشار الاقتراح إلى “بيانات من عشائر عربية وحقوقيين وسياسيين طالبت بمجلس عسكري يرأسه الجنرال مناف طلاس، نجلُ وزير الدفاع السوري الأسبق العماد أول مصطفى طلاس”.

وخلافاً للسابق، تضمّن هذا الاقتراح دعوة إلى أنْ يوقفَ المجلسُ “العملية الانتخابية المزيفة” منتصف العام، لكنَّ المقترحين توافقا على “الدور الروسي هو الحاسم بتشكيل المجلس وإعادة تأهيل الجيش السوري وتزويده بالمعدّات لمواجهة الإرهاب، وإعادة الاستقرار للبلاد”.

وفهم معارضون من نشرِ هذا المقال استعدادَ الاحتلال الروسي رسمياً لمناقشة هذه الفكرة، وأنَّ سفير نظام الأسد في موسكو اللواء “رياض حداد” احتجَّ على ذلك، بحسب “الشرق الأوسط”.

ويأتي ذلك فيما لا يزال موقفُ الاحتلال الروسي، يقوم على عدَّة معطيات أولها، إعطاءُ الأولوية للانتخابات الرئاسية نهاية أيار المقبل وفوز رأس نظام الأسد بولاية جديدة، حيث يعتبرها المحتلُ الروسي نقطةَ انعطاف لكسر العزلة الدبلوماسية عن نظام الأسد.

وثانياً، “دعمُ مسار الإصلاح الدستوري في جنيف ودعمُه من الضامنين الثلاثة، روسيا وتركيا وإيران، في سوتشي منتصف الشهر المقبل لوضع آليات عملِ اللجنة وإخراجِها من الإيقاع السلبي الذي وضعه نظام الأسد فيه”.

أما ثالثاً، العملُ على “تسويات وتفاهمات ومقايضات ميدانية بين المتحاربين والمتوتّرين السوريين ورعاتهم الخارجيين في السويداء ودرعا جنوباً، والحسكة والقامشلي وحلب شمال وشمال- شرق، وإدلب في الشمالي الغربي”، بحسب “الشرق الأوسط”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى