مخاوفُ لبنانيّةٌ من لجوءِ سوريٍّ جديدٍ

يشهد لبنان في الآونة الأخيرة موجةَ هجرة جديدة للاجئين السوريين تنشطُ عبرَ معابر غيرِ نظامية مع مناطق سيطرة نظام الأسد، ما أثار مخاوفَ السلطات اللبنانية التي تسعى إلى حلّ قضية اللجوء السوري والمطالبة بترحيلهم إلى مناطقِ النظام، باعتبار أنَّ السوريينَ أصبحوا “عبئاً على لبنان الذي يعاني أساساً من أسوأ أزمة اقتصادية ومعيشيّة في تاريخه”.

ووصفت موجةَ اللجوء الجديدة بأنَّها “خطيرةٌ”، لا سيما مع تردّي الأوضاعِ في لبنان على مختلف الأصعدة وسطَ عجزِ رسمي لبناني عن إدارة سليمة لملفِّ اللجوء.

وأعلن الجيش اللبناني في بيانين منفصلين خلالَ الأيام الماضية إحباطَ محاولة تهريب مئاتِ الأشخاص عبرَ الحدود الغيرِ شرعية بين لبنان ومناطق سيطرة نظام الأسد، حيث أشار الجيشُ في البيان الأول أنَّه أحبطَ محاولةَ تسلّل نحو 700 سوري عند الحدود اللبنانية السورية”، وفي المرّة الثانية أعلن الجيش اللبناني أنَّه “أحبط محاولةَ تسلّل نحو 850 سورياً عند الحدود اللبنانية– السورية”.

وتقول مصادرُ لبنانية إنًَ الإعلانَ عن إفشال محاولات تسلّل لـ1500 سوري إلى الأراضي اللبنانية ليس رقماً عادياً، وهذا يشير إلى أنَّ “لبنانَ أمامَ موجة لجوء جديدة شبيهة بالموجات الأولى مع بدايات الثورة السورية”، وفقَ ما نقلَ موقع تلفزيون سوريا عن المصادر.

ويرى النائب اللبناني بلال عبد الله أنَّ “ما نشهده اليومَ هو ضريبة الحدود المتفلّتة، فللأسف لم تستطع الدولةُ اللبنانية إنجازَ أيّ خطوة بملفّ اللجوء السوري، بدءاً من خطّة مركزية من قِبل الحكومة
وثانياً عدم ضبط الحدود، وبالتالي النتيجة أيّ حدثٍ في سوريا ينعكس على لبنان الذي يدفع ثمنَها”.

واعتبر عبدالله أنَّ “موضوعَ اللجوء السوري لا يمكن حلُّه في ظلِّ تسيّب الحدود”، متحدّثاً عن “معبرٍ غيرِ شرعي أصحابه معروفون سلفاً، وهي مافيا سورية – لبنانية تتقاضى الأموالَ لقاءَ التهريب وهي مغطاةٌ أمنياً”.

وشدّد على أنَّ “هذا الملفَ بحاجة لحسم سياسي وليس فقط إدارياً وأمنياً، فعلى لبنان أنْ يحسمَ أمرَه عبر تغطية حدوده”، موضحاً أنَّ “لبنانَ دفعَ ثمنة سياسة الدعم سابقاً بعد عمليات تهريب الفيول والمحروقات وغيرها لنظام الأسد”.

وتأتي الموجةُ الجديدة للجوء بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية في مناطق سيطرة نظام الأسد، ورفعِ الدعم وانهيار الليرة السورية من جهة، ومن جهة أخرى التظاهرات التي تخرج من جديد في سوريا مطالبةً بإسقاط النظام التي انطلقت شرارتُها من السويداء، مع احتمالِ تطوّر الأوضاع في الأيام المقبلة إلى ما يشبه مجريات العام 2011.

كما أنَّ الكثيرَ من اللاجئين السوريين يدخلون إلى لبنان بهدف الهروب لاحقاً نحوَ أوروبا عبرَ البحر، لا سيما وأنَّ هذا النوع من الهجرة قد نشط مؤخّراً، وأكثرية المهاجرين من السوريين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى