مخاوفُ لدى اللاجئينَ السوريينَ من إجبارِهم على العودةِ بعدَ انتهاءِ عزلةِ نظامِ الأسدِ

قالت صحيفةُ “نيويورك تايمز”، إنَّ مسألةَ إحياءِ العلاقات العربية مع نظام الأسد أصبحت في نظرِ معظمِ اللاجئين تحملُ بين طيّاتِها “احتمالاتٍ مرعبةً” تتمثّلُ بخسارتِهم للملاذ الآمنِ الذي حصلوا عليه وإجبارِهم على تركِ كلِّ ما بنوه بشقِّ الأنفس من أجل حياتِهم الجديدة.

جاء ذلك في تقريرٍ للصحفيتين رجاءِ عبدِ الرحيم وهويدةَ سعد في صحيفة “نيويورك تايمز”، تناول مسألةَ مخاوفِ اللاجئين السوريين من إجبارِهم على العودة إلى بلادهم بعدَ التطبيع العربي مع نظامِ الأسد.

وتطرّق التقريرُ لملاحقة عناصرِ الأمن والجيش اللبناني للاجئين السوريين في مختلفِ مناطقِ البلاد لترحيل ما أمكن من اللاجئين السوريين رغمَ أنَّ عدداً منهم مسجّلٌ لدى المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين.

وبيّنَ التقريرُ أنَّ مخاوفَ اللاجئين السوريين من العودة إلى بلادهم تركّزَ على الجانب الأمني، خشيةَ تعرّضِهم للاعتقال والتعذيب في سجون نظامِ الأسد، مشيراً إلى أنَّ منظماتٍ حقوقيّة مثلَ منظمةِ العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، حذّرتْ لسنواتٍ من مخاطرِ إعادةِ السوريين إلى بلادهم، خاصةً إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظامِ حيث يتعرّضُ أولئك الذين فرّوا من التجنيد الإجباري أو الذين تحدّثوا ضدَّ النظام لخطر الاختفاءِ في سجونِ نظامٍ سيّئ السمعة حيث التعذيبُ والقتلُ منتشران.

واوضح التقرير أنَّه في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كان اللاجئونَ السوريون الذين فرّوا بالملايين خلال الحرب التي استمرّت 12 عاماً في بلادهم يراقبون بقلقٍ بينما يعيدُ العالمُ العربي العلاقاتِ الدبلوماسيّة مع زعيم بلادِهم المستبدِّ، بعدَ أكثرَ من عقدٍ من العزلة في الشرق الأوسط وخارجه.

وقالت دارينُ خليفة، الخبيرةُ في الشؤون السورية في مجموعة الأزماتِ الدوليّة، إنَّه على الرغم من أنَّ قادةَ العرب يتحدّثون عن العودة الآمنة والطوعيّة، إلا أنَّ المناقشاتِ تسبّبت بالفعل في حالة من الذعرِ بين بعض اللاجئين السوريين.

وقالت خليفة، “هذا بالتأكيد لا يعني العودةَ الطوعيّة والآمنة. كلُّ هذا يمثّل رمزاً لإعادة الأشخاص بأيِّ شكلٍ من الأشكال أو يجعلُ من الصعب عليهم البقاءُ”.

وأوضحت أنَّ اللاجئين السوريين في عموم الشرق الأوسط تابعوا بقلقٍ عودةَ الانفتاح العربي على دمشقَ، بعد مرور أكثرَ من عقدٍ على العزلة التي فُرِضتْ عليها، خاصةً أنَّ المباحثات في هذا الإطار ركّزت على إعادةِ اللاجئين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى