مخاوفُ من تكرارِ سيناريو العامِ الماضي .. سلسلةُ حرائقَ ضخمةٍ في مناطقِ نظامِ الأسدِ
شهدت عدّةُ مناطق في محافظات حمص وسطَ سوريا، واللاذقية وطرطوس في الساحل السوري سلسلةَ حرائق ضخمةٍ خلال اليومين الماضيين، وسطَ مخاوف الموالين من تكرار سيناريو الحرائق الذي شهدته مناطقُ سيطرة نظام الأسد العام الماضي.
وأعلنت منصّةُ الغابات ومراقبة الحرائق “فيرمو” التابعة للهيئة العامة للاستشعارِ عن بعدٍ، التابعة للنظام، ارتفاع عام في مؤشّرات الحريق في معظم أراضي شمال غرب سوريا، لتكون بذلك ضمن مستويات الخطورة الشديدة والمرتفعة.
وفي حديثها لتلفزيون ” الخبر” الموالي، أكّدت رئيس منصّة الغابات ومراقبة الحرائق، “روزة قرموقة”، أنَّ، “مؤشّرات الحرائق للأيام الثلاثة الماضية كانت الأعلى منذُ بداية الموسم”.
وقالت، “تعبّرُ مستوياتُ خطورة الحريق بشكل كبيرٍ عن حجم وسرعة انتشار الحرائق، وبالتالي درجات صعوبة السيطرة عليها وإخمادها، وتتضافر مجموعةٌ كبيرة من العوامل لتحدّد مستويات الخطورة، تتراوح بين ظروف الموقع التضاريسية وخاصةً في حالة وجود منحدرات حيث تسهمُ في نقلٍ سريعٍ للهب إلى مساحات واسعة”.
مضيفةً، “كذلك مؤشّرات الطقس اليومية من سرعة الرياح وانخفاض الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة، يُضاف إلى ذلك أنواع الغطاء النباتي ودرجة جفافه حسب المواسم وبخاصة غطاء الأعشابِ الأرضية، والذي يتّسمُ بالخطورة الشديدة في ظروفٍ مناطق غاباتنا”.
وأوضحت “قرمونة” أنَّ “ذلك يعود لتجاور وتداخل الأراضي الزراعية بأراضي الغابات، وخطورة أعمال التجهيز لمواسم الزراعة خلال فترة الخريف، لما تحمله من خطورة انتقال النيران المستخدمة في إزالة الأعشاب الجافة من أرض المزرعة”.
وأشارت أنَّ عملية تطويق الحرائق ضمن المستويات المسيطرة “تتّسم بالصعوبة مع اختلاف مسبّبات الحرائق بين طبيعية وأخرى ناتجة عن التدخل البشري، والذي يمكن أنْ يكونَ في كثير من الحالات غير مقصود، إلا أنَّه كخلاصة يكون عاملاً لنشوب وانتشار النار غيرِ المحسوب، والذي قد يخرج عن السيطرة أحياناً”.
لافتةً، إلى أنَّ توقعات مؤشّرات خطورة الحريق تشير إلى استمرار مستوياتها المرتفعة على أغلب أراضي الغابات لعدّة أيام قادمة، الأمر الذي يحتاج كثير من الوعي والحذر.
ويبدي الكثيرُ من السوريين في مناطق سيطرة نظام الأسد، مخاوفَهم من تكرار سيناريو حرائق العام الماضي، والذي أدّى لخسائر كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة.
وسطَ اتهام الموالين لنظام الأسد بالتقاعس وتكرار السيناريو السنوي من التبريرات الرسمية غيرِ المنطقية حسب تعبيرهم.
وبشكلٍ سنوي تشهد الأحراج في مناطق سيطرة نظام الأسد اندلاعَ العديد من الحرائق ما يتسبّب بخسارة مساحات واسعة من الثروة الحراجية والحقول الزراعية جرّاءَ وعورة المنطقة وصعوبة وصول سيارات الإطفاء إليها للتعامل مع هذه الحرائق في الوقت المناسب، وسطَ عدم وجود أيِّ إجراءات وقائية من قِبل نظام الأسد.
وشهد العام الماضي سلسلةَ حرائق اختتمَها نظامُ الأسد بعرض تلفزيوني لمّا قال إنَّها اعترافات لـ 39 شخصاً ممن افتعلوا حرائق الساحل، وتضمّنت تصريحاتُ النظام بأنَّ المحتجزين تلقّوا أموالاً من الخارج مقابلَ إشعالهم النيرانَ في جبال الساحل السوري وحمص، وفقاً لما نقله إعلامُ النظام.