مداهماتٌ مستمرّةٌ وتصاعدٌ بعملياتِ الترحيلِ القسري للاجئينَ السوريينَ في لبنانَ

أشارت عدّةُ تقاريرَ حقوقية خلال الأيام الماضيةِ إلى قيام وحداتٍ من الجيش اللّبنانيّ بمؤازرة أجهزةٍ أمنيّة أخرى، بشنّ عدّة مداهماتٍ على مخيّمات اللاجئين السّوريّين.

وذكرت مصادرُ إعلاميّةٌ لبنانية أنَّ آخرَ هذه المداهمات بتاريخ 8 كانون الأول الجاري، والذي استهدف مخيّمَ 007 في غزّة -البقاع الغربي (وهو من أكثرِ المخيماتِ الواقعة في سهل البقاع اكتظاظًا باللاجئين).

وقد شملت العمليّةُ بحسب المصادر، تفتيشاً لمخيمِ اللاجئين بعد إقفالِ كلِّ مداخل ومخارج المخيم، ومصادرةِ أجهزة “الراوتر” والهواتف النقالة منعًا للتصوير أو التّواصل، فضلًا عن مصادرة عشراتِ الدرّاجاتِ الناريّة والسّيارات الخاصة باللاجئين.

وأسفرت عمليةُ الدهمِ عن توقيف العشرات (قُدرت الأعداد بـ40 لاجئاً، حسب الشهادات الميدانيّة)، وشملت قاصرينَ ومُسنين (فوق 65 سنةً)، وقد حاول ذووهم التّواصلَ مع الجهات المعنيّة للتّدخل والضغط من أجل إطلاق سراحهم، خصوصًا أنَّ بعضَهم من المُسجلين في المفوضيّة كلاجئين، في ظلّ التّخوفِ من ترحيلهم.

بدورها، أكّدت صحيفة المدن أنَّ عدداً من الموقوفين في هذه المداهمات قد تمّ ترحيلُه بالفعل، منوّهةً إلى أنَّ موقفَ المفوضية يبقى محدوداً في مثل هذه الأحداث، ولا يمنع عمليًّا السّلطاتِ الأمنيّة من ترحيل اللاجئين والمعتقلين، حتّى لو كانوا من المُسجلين فيها، إذا ما عقدت السّلطاتُ العزمَ على ذلك.

ونقلت “المدن” عن مصادرَ أمنيّةٍ زعمَها أنَّ المخيمَ “دائمًا ما تتوافر معلومات حول وجودِ كميّات من الأسلحة المخبّأةِ فيه”.

وأشارت ذاتُ المصادر الأمنيّة إلى أنَّه لم يتمّ ضبطُ أيٍّ من الأسلحة في عمليّة الدهم الأخيرة، بل توقف الأمرُ على إيجاد دراجاتٍ ناريّة غيرِ مرخصّة، وقد تمّ العثورُ مرّة واحدة على أسلحة، كانت عبارةً عن أسلحة صيدٍ ومعها ألبسةُ صيدٍ مموّهةٌ تواكب موضة الألبسة المنتشرة في المنطقة المشهورة بصيد العصافير، ذلك في تشرين الأول الماضي. كما تستمرُّ في مخيمات برِّ إلياس والمرج عمليةُ الدهم، بحسب عاملِين بالشأن الإنسانيّ والحقوقيّ، مشيرين إلى أنَّ الأسبوع الماضي شهدَ عدّةَ مداهمات، والتّي يتمّ فيها اعتقالُ الأطفال الذكور والرجال وعددٍ قليل من النسوة، من دون تمييز على أساس الإقامة أو التسجيل في المفوضيّة.
وقد أسفرت الحملةُ الأمنيّة الممتدةُ منذ نيسان الماضي حتّى الآن، عن ترحيل الآلافِ من اللاجئين والمهاجرين الاقتصاديين، فضلًا عن إحباطِ عشرات محاولاتِ “التّسلل” عبرَ الحدود الشماليّة والشماليّة الشرقيّة، وتتراوح الأعداد بين 8 و12 ألفَ مُرحّلٍ بين النصف الأول والثاني من السّنة الحاليّة، بينما قُدّرت أعدادُ المعتقلين قسرًا ومن المخيّمات في الشهور الأخيرة بألفِ معتقلٍ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى