مركزُ “جسور” يتحدّثُ عن آثارِ الغزوِ الروسي لأوكرانيا على نظامِ الأسدِ

تحدّث مركزُ “جسور للدراسات” في دراسة تحليليّةٍ أمس السبت 23 نيسان، عن التداعياتِ العسكرية والسياسية والاقتصادية للغزو الروسي لأوكرانيا على نظامِ الأسد.

واستعرض المركزُ في الدراسة سياساتِ نظامِ الأسد تجاه الصراع في أوكرانيا، والموقفَ السياسي غيرَ الحازم الذي اتّخذَه من الاعتراف بانفصالِ دونيتسك ولوغانسك، ومساعدته في تجنيدِ مقاتلين للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا، إضافةً إلى تعزيزِ التنسيق مع إيران، ومحاولةِ فكِّ عزلتِه وتخفيفِ العقوبات المفروضة عليه.

وسردَ أثرَ الصراعِ في أوكرانيا، على نظام الأسد، والأثرَ السلبي والإيجابي للعقوبات الغربية على روسيا عليه، إضافةً إلى التأثّرِ بتراجعِ حضورِ روسيا العسكري في سوريا، وتراجعِ نفوذِها الدبلوماسي على المستوى الدولي.

وأفاد المركزُ بأنَّ نطاقَ ارتباط نظام الأسد بروسيا اتَّسع منذ تدخّلها عسكرياً لصالحِه عام 2015، حتى أصبحَ مرتبطاً بها بشكلٍ عضوي، بعد أنْ سيطرت بالشراكة مع إيران على مختلفِ قطاعات السلطة العسكرية والأمنيّة والسياسية والاقتصادية، ونتيجةُ لذلك، فإنّ النظامَ يتأثّر بشكلٍ مباشر بالمتغيّرات التي تتعرّضُ لها روسيا سلباً أو إيجاباً.

وأضاف، “بلا شكّ فإنَّ الغزو الروسي لأوكرانيا قد أثّرَ على قدراتِ روسيا الدبلوماسية حيث لم تعدْ قادرةً على تقديم الدعمِ الذي كانت توفّره للنظام من قِبل؛ بعد أنْ أصبحتْ مكبّلةً بالعقوبات ومشغولةً في المنافحة عن المصالح الروسية المباشرة”.

ويرى المركزُ أنَّ انشغالَ روسيا العسكري في أوكرانيا لم يؤثّر بعدُ بشكلٍ كبيرٍ على قدرتها على الحضورِ في المشهدِ السوري، لكنَّ سوريا تتراجعُ في قائمة اهتمامات روسيا كلّما زادَ مأزقها في أوكرانيا، الأمرُ الذي سيمنحُ إيرانَ الفرصة لتوسيع نفوذِها هناك ومحاولةِ ملء أيّ فراغٍ قد تتركه روسيا مضطّرةً.

واعتبرت الدراسة أنَّ “التبادلَ في الأدوار بين الشريكين الإيراني والروسي لا يصبُّ في صالح نظام الأسدِ”، موضّحةً أنَّ النظامَ كان يستفيد خلال السنوات السابقة من التوازن بين الطرفين، ومن الهوامش التي يتركُها صراعُهما الصامتُ حول النفوذ في سوريا، ما سيجعل النظام تحت ضغطٍ إيراني أكبرَ، بما ينهي كلَّ محاولاته السابقة في عدم الخضوع لحليف واحد، وهذا ما يفسّرُ محاولاتِ النظام للانفتاح عربياً بُعيد بدءِ الحرب في محاولة لتأمين منافسين بدلاء للغياب الروسي المحتمل.

وتشير الدراسةُ إلى أنَّه من المحتمل أنَّ نظامَ الأسد أدرك منذُ الأيام الأولى للغزو أنَّ الدعمَ السياسي والعسكري الذي كان يحصلُ عليه من روسيا لن يبقى بالشكلِ الذي كان يعرفُه على الأقل لفترة ما، لذلك اتّجه مباشرة إلى إيران رغمَ أنَّ ذلك قد لا يكون خيارَه المفضّلَ، ويعتقد المركزُ أنَّ زيارة “علي مملوك” إلى طهران بعد ثلاثةِ أيامٍ فقط من انطلاق الحربِ تأتي في هذا السياق.

ولفت المركزُ في الدراسة إلى أنَّ خسائرَ نظامِ الأسد لا تقتصرعلى الجانبين العسكري والسياسي، فعلى المستوى الاقتصادي تأثّرَ أيضاً بشكلٍ سلبي من الحرب.

مبيّناً أنَّ أبرزَ الآثار السلبية المباشرة التي قد تنعكس على نظام الأسد جرّاء العقوبات الاقتصادية على روسيا، تشمل، “ارتفاعَ فاتورة الغذاء، وتراجعَ المساعدات الخاصة التي تُقدّمها موسكو إلى مناطق سيطرة النظام، وتقويضَ إمكانية التوسع بالإنفاق العسكري في سوريا”.

وأضافت الدراسةُ أنَّ أبرز الآثار الأخرى بعيدةَ المدى، تتضمّنُ، “تضاؤل فرصِ نظام الأسد في الحصول على القروض من روسيا التي ستكون بحاجةٍ إلى المبالغ الماليّة بالقطع الأجنبي، وإمكانية لجوء الغرب إلى ممارسة مزيدٍ من الرقابة على مؤسسات النظام ورجال أعماله في سوريا وخارجِها، لمنعِ روسيا من أيّ تحرّكاتٍ حتى لو كانت صغيرةً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى