مسؤولٌ أمريكيٌّ: أمريكا لن تعترفَ بدولةٍ كرديةٍ شرقَ سوريا
قال المبعوثُ الأمريكي السابق لقوات التحالف الدولي في سوريا “ويليام روباك”، إنَّ بلاده لن تدعمَ قيامَ دولة كردية شمال شرقي سوريا, وليست في عجلة من أمرها بالوضع الراهن في سوريا.
جاء ذلك في حديث للمبعوث السابق مع صحيفة “الشرق الأوسط”، نُشر اليوم الأحد, لخّصَ فيه أهدافَ الولايات المتحدة الأمريكية وسياسات الإدارة الجديدة المتوقّعة في سوريا.
وقال “روباك” إنَّ “الإدارة الذاتية” التي تديرها “قسد” ليست دولة وهي غيرُ مستقرَّة، ووجودها إجراءٌ مؤقّتٌ مرتبطٌ بالوجود الأمريكي الذي لن يبقى للأبد في شمال شرق سوريا.
وأوضح السفير الذي شغلَ منصبَ المبعوث الأمريكي السابق في المناطق التي تعمل فيها قسد بين عامي 2018 و2019 أنَّ الهدف من وجود “ما يسمى الإدارة الذاتية”، هو محاربة “داعش”, موضِّحاً أنَّ “قسد” تقوم بذلك بكفاءة ونحن نقدِّم مساعدات (عسكرية) لتعزيز دور “قسد” ضدَّ “داعش”، وليس للسيطرة على شمال شرق سوريا.
ويرى روباك أنَّ بلاده لن تنسحبَ من شمال شرق سوريا خلال الأشهر الثلاثة السابقة والمدى المنظور، لكنَّه قال, ” بالتأكيد لن نبقى إلى الأبد في شمالِ شرق سوريا”.
وفيما يتعلّق بسياسة “بايدن” في مناطق سيطرة “قسد”، ذكرَ “روباك أنَّ أمريكا ليست في عجلةٍ من أمرِها في الوضع الراهن في سوريا، وهناك “فرصة” أمام فريق “بايدن” للإجابة عن أربعة أسئلة تخصُّ ذلك، وهي, هل سوريا أولوية؟ ما الأهداف الأمريكية؟ ما الأدوات المتوفّرة لتحقيق هذه الأهداف؟ ما التكلفة الإنسانية على الشعب السوري؟، على حدِّ تعبيره.
وأوضح “روباك” أنَّ أمريكا حدَّدتْ قبل سنوات خمسة أهداف في سوريا وهي، هزيمةُ تنظيم “داعش” ومنعُ عودته، ودعمُ مسار الأمم المتحدة لتطبيق القرار الدولي “2254”، وإخراجُ الاحتلال الإيراني من سوريا، ومنعُ نظام الأسد من استعمال أسلحة الدمار الشامل والتخلصُ من السلاح الكيماوي، والاستجابة للأزمة الإنسانية ورفعُ المعاناة عن الشعب السوري داخلَ البلاد وخارجها.
ولتحقيق هذه الأهداف، امتلكت أمريكا عدداً من “الأوراق والأدوات”، تشمل الوجودَ الأميركي المحدود في القسم الشرقي من شمال شرقي سوريا قرب ثروات النفط والغاز وحدود العراق، إذ يتراوح عددُ القوات الأميركية بين 500 و800 من جنود ومتعاقدين.
وتشمل دعم ميليشيا “قسد” وشركاء محليين بعددهم البالغ 100 ألف، وعدّتهم، الذين يسيطرون على تلك المنطقة الاستراتيجية ومواردها وطرقها.
كما تشمل العقوبات الاقتصادية ضدَّ نظام الأسد، بالإضافة إلى “التحالف الدولي” ضدَّ تنظيم “داعش”، الذي يوفِّر منصّة نفوذٍ دبلوماسية دولية، وتأثيرٍ عبر الأمم المتحدة الذي سعت الصين والاحتلال الروسي لمواجهته.
وذكر روباك أنَّه إلى جانب هذه الأدوات توجد أدواتُ “عرقلة” لتحقيق الأهداف، تتمثَّلُ في وقف أو تبطِيْء جهود التطبيع العربي أو الأوروبي مع نظام الأسد، ووقفِ إعمار سوريا ومساهمة دول عربية وأوروبية في ذلك.
كما توجد أدوات “ضغط”، بحسب “روباك”، تشمل غاراتِ الاحتلال الإسرائيلي للضغط على نظام الأسد والوجود التركي في شمال غربي سوريا لمنعِ سيطرة النظام عليها.
وأوضح أنَّ فريق الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، يراجع السياسةَ الأمريكية فيما إذا كانت سوريا أولوية للإدارة الأمريكية، والأدواتُ المتوفرة لتحقيق الأهداف الأمريكية في سوريا، والمحدداتُ القانونية في أمريكا باعتبار أنَّ قانون “قيصر” الذي يفرض عقوبات لا ترفع إلا بشروط معينة، صدر من الكونغرس بموافقة الحزبين، “الديمقراطي والجمهوري”.
واعتبر أنَّ فريق “بايدن” لديه الوقتُ الكافي للوصول إلى سياسة متعلِّقة بسوريا، وإلى ذلك الحين قد تتّجه الأمور إلى الإبقاء على الوضع الراهن، عبْرَ توفير الدعم لـ”قسد” مع إجراء بعض التغييرات، مثل إلغاء قانون تجميد الأموال المخصّصة لـ”دعم الاستقرار” شرقي سوريا.
وشغل “روباك” منصب مستشار سياسي في السفارة الأمريكية بين عامي 2004 و2007، وعمل كمبعوث للإدارة الأمريكية إلى شمال شرقي سوريا بين عامي 2018 و2019.