مسعى إيرانيّ لتطويقِ مدنٍ ريفِ حلبَ وإحداثِ تغييرٍ ديمغرافي فيها

استولت الميليشيات الإيرانية مؤخّراً على العديد من المزارع و”الفيلات” بمحيط مدن حريتان وعندان شمال المحافظة، وخان العسل غربها وذلك عبر الاستيلاء عليها بشكل مباشرٍ أو عبرَ وكلاء وسماسرة ومكاتب عقارية مرتبطة بشخصيات نافذة في نظام الأسد، وذلك في مسعى إيراني لتطويق مدن ريف حلب وإحداث تغيير ديمغرافي فيها.

موقع “أورينت نت” نقلاً عن “مصادر خاصة” قولها، إنَّ “ميليشيات إيران استولت مؤخّراً على غالبية المزارع الواقعة في منطقة الملّاح التابعة لمدينة حريتان شمالَ حلب، حيث كان الوجود الإيراني داخل المزارع مقتصراً على أفراد الميليشيات الشيعية، إلا أنَّ إيران تغلغلت مؤخّراً في تلك المزارع وقامت بالاستيلاء على العديد منها وتوزيعها على عناصرها، واشترطت أنْ يكونَ العنصر متزوجاً”.

وأضافت المصادر أنَّ منطقة الملّاح تحوّلت إلى منطقة مأهولة بالإيرانيين، في وقتٍ خلت المنطقة بشكل كامل من أصحابها الأصليين الذين اضطّروا للمغادرة قُبيل أو خلال اجتياح الميليشيات للمنطقة.

مشيرةً إلى أنَّ البعض من أولئك الإيرانيين نجحوا في تثبيت ملكيتهم للمزارع بشكل قانوني عبرَ سماسرة أو أصحاب نفوذ في نظام الأسد.

ولم تقتصرْ عمليات التغيير الديمغرافي الأخيرة على منطقة الملّاح، بل سجّلت مناطقُ أخرى كـ “آسيا” المجاورة لمدينة عندان ومنطقة “خان العسل” بريف حلب الغربي عمليات استيلاء مماثلة طالت معظمَ الأبنية والمزارع المحيطة بالإكراه فيما اختار البعضُ بيعَها بثمن بخسٍ مع صعوبة استعادتها.

ونقل الموقع عن صاحب إحدى المزارع في “خان العسل”، كيف تمَّ الاستيلاء على مزرعته من قِبل عنصر أفغاني الجنسية، ولم يتمكّن من استرجاعها إلا عبرَ عناصر ميليشيا أخرى عبر دفع الأموال لهم.

وقال المصدر إنَّه قرّر بيعَ مزرعته العام الماضي، وقام بالتواصل مع أحدِ المحامين من أجل إتمام أمور الوكالة والبيع كونه خارجَ سوريا، إلا أنَّه تبيَّن أنَّ المزرعة تمَّ الاستيلاء عليها من قِبل شخصٍ أفغاني الجنسية، وقد رفض الأخير الخروج بحجّة أنَّ المزرعة له بل وسانده رفاقه ضدَّ المحامي الذي حاول إجراءَ كشفٍ عليها.

وتابع، “بعد عدّة محاولات، تمكّنت وعبرَ أحد النافذين في مديرية السجل العقاري من استصدار أمرٍ بإخلاء المزرعة مقابل مبلغ كبير، إلا أنَّ الأمر لم ينفّذ فما كان مني إلا أنْ دفعت أموالاً لعناصر ميليشيا أخرى قامت بالاستيلاء على المزرعة عنوةً ومن ثم تسليمها للمحامي، وقمتُ ببيعها في النهاية لأحد قادة ميليشيا الدفاع الوطني”.

وتقوم الميليشيات الإيرانية بتهجير الأهالي ونهبِ وسلب منازلهم لضمان عدم عودتهم إليها، إضافةً إلى الاستيلاء على ما تبقى منها وتوزيعها على عناصرها.

وتحاول إيران ونظام الأسد بشتّى الطرق والوسائل إجراءَ عمليات تغيير ديموغرافي في عدّة مناطق من ريف حلب وأحياء داخل المدينة، فضلاً عن محافظات أخرى كدمشق دير الزور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى