مشهد من إدلب يعود بالذاكرة إلى أيام الفتوحات الإسلامية (فيديو)

“بالإيمان والإيثار يكون النصر”

مشهد أثارني وجعلني مطمئناً أنّ من يمتلك تلك الروح لن ينهزم، فقد أعادني إلى أيام الفتوحات الإسلامية، هذا المشهد صورة ذلك الشاب الذي يظهر من تحت الأنقاض نتيجة قصف العدوان الروسي المحتل على مناطقنا المحرّرة.

وقد هرع الناس إليه لإنقاذه، فما كان منه، وهو تحت الركام إلا أن طلب منهم أن يتركوه وينقذوا ابن عمه الذي كان بالقرب منه، هذا الإيثار في تلك اللحظات التي يضنّ بها الإنسان على غيره، لم نجدها إلا عند المخلصين المجاهدين الصادقين.

هذا الإيثار يدعو للإعجاب والفخر، ولا غرابة في ذلك، فنحن أبناء خالد وأبي عبيدة والقعقاع الذين ضربوا أروع الأمثلة في الشجاعة والإيثار والتفاني.

هذا المشهد أعادني إلى وقائع معركة اليرموك، فبعد أن انتهت المعركة، وانتصر المسلمون على الروم، انطلق أحد المجاهدين يبحث عن ابن عمّه، فوجده جريحاً يجود بأنفاسه الأخيرة، قدم له الماء ليشرب آخر شربة في حياته.

ولكنه طلب من ابن عمه أن يقدّم الماء للجريح الذي بالقرب منه، ولما وصل إليه، سمع جريحاً يتأوّه محتاجاً للماء، فآثره على نفسه، وحين وصل إليه الساقي وجده قد لفظ أنفاسه، فعاد أدراجه للثاني والأول فوجدهما قد فارقا الحياة وهم عطشى، وكلّ واحدٍ يؤثر أخاه على نفسه.

بالإيثار والمحبة وبالعقيدة والإيمان وبإدراكنا أنّنا نخوض حرباً دفاعاً عن الأمة، فإنّ النصر آتٍ من عند الله.

الكاتب: أبو عبادة


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى