مصادرُ تتوقّعُ أنْ يلجأ نظامُ الأسدِ بدعمٍ إيراني إلى التصعيدِ في الجنوبِ السوري

توقّعت مصادرُ محليّة في الجنوب السوري أنْ يلجأ نظامُ الأسد وبدعم إيراني إلى التصعيد خلال المرحلة المقبلة، في محاولةٍ منهم لإثارة الفوضى لقلبِ الطاولة على قانون مكافحة الكبتاغون.

ووفقاً لما ذكرَه تجمّعُ أحرار حوران في تقرير، فإنَّ بوادر هذا التصعيد بدأت بالظهور، حيث يعمل نظامُ الأسد من خلال أجهزته الأمنية على إثارة أبناء محافظة درعا، من خلال عودة الاغتيالات من جديد، وإيصالِ رسائل للمتظاهرين المطالبين بالإفراج عن المعتقلين، بأنْ يفعلوا ما يشاؤون فليس هناك إفراجٌ عن أيٍّ من المعتقلين، وهو ما بات يصعّد الأمور باتجاه الصدامات المسلحة من جديد.

وفي السويداء أيضاً، يعمل نظامُ الأسد والإيرانيون على الالتفاف على مطالب المتظاهرين من خلال المماطلةِ بتنفيذها، بحسب التقرير، مبيّناً أنَّ الشعارات التي رفعها أبناءُ السويداء، وتلك التي بدؤوا بكتابتها على الجدران واصفةً رأسَ نظام الأسد بأنه “اسكوبار الكبتاغون” باتت تؤرّق النظام ومن خلفه إيران بشكلٍ كبيرٍ.

ولفت التقرير إلى أنَّه حصل على بعض المعلومات من عدّة مصادر، والتي تشير إلى أنَّ نظامَ الأسد قد يلجأ من جديد إلى استثمار ورقة تنظيم “داعش” في السويداء كما فعل سابقاً، وذلك من أجل إيصال رسائلَ خارجية تثبت وجودَ الإرهاب في المحافظة، في محاولة منه لتصفية الحراك السلمي فيها بطرق عسكرية وأمنيّة.

يُذكر أنَّ الجنوبَ السوري خاصة درعا والسويداء، يعتبر الحاضنة الأكبر في مناطق النظام حالياً لإنتاج وتهريب حبوب الكبتاغون، حيث يتجاوز عددُ معامل الإنتاج بين معامل رئيسية ومنزلية 9 معامل، تنتج عشراتِ الآلاف من هذه الحبوب المخدّرةِ بشكلٍ يومي.

من جهة ثانية، فقد باتت عملياتُ التهريب عبرَ الحدود الأردنية تشكّل قلقاً بالغاً للأردن ودول الخليج العربي التي باتت تشكّل وخاصةً المملكةَ العربية السعودية السوقَ الرئيسية لحبوب الكبتاغون، ولم تتمكّن هذه الدول حتى الآن من إيقاف عمليات التهريب على الرغم من كلِّ الجهود التي تبذلها في هذا المجال، نظراً لتوسّعِ شبكات التهريب والتجارة بين سوريا وهذه الدول، بدعمٍ إيراني كبيرٍ مادي ولوجستي.

لكنَّ قانون مكافحة “كبتاغون الأسد” الذي صدرَ قبل أيام سيوفّر خلال المرحلة القادمة أساساً قوياً يمكن بناء آلياتٍ واستراتيجيات جديدة ومهمّة لمكافحة تصنيع هذه الحبوب وتجارتها وتهريبها، وهو ما تسبّب بقلقٍ فوري لنظام الأسد الذي بدأ بمحاولات الالتفاف على القانون بعدة أشكال أولها تهريبُ أول شحنة مخدّرات إلى الأردن عبر الحدود العراقية، والتي استطاعت الأجهزةُ الأردنية المختصة كشفَها.

والجدير بالذكر فإنَّ تجارة المخدّرات تشكّل أحدَ أهمّ أعمدة نظامِ الأسد وإيران من الناحية الاقتصادية، والتي تحوّل الجنوب السوري بسببها إلى كارتيل كبيرٍ للمخدّرات، وهو ما يجعل المرحلةَ القادمة في الجنوب على قدرٍ كبيرٍ من الخطر والتحضير لمواجهات مختلفة ربّما تكون فاصلةً فيما يتعلّق بتجارة المخدّرات والتواجد الإيراني على حدٍّ سواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى