مصادرُ تكشفُ عن الوعودِ الأمريكيةِ للمعارضةِ السوريةِ

واجهت الولاياتُ المتحدة العديدَ من الانتقادات المعارضةِ بسبب مواقفها المتفرّجة، على حملات التطبيع التي قادتها وأعلنت عنها بعضُ الدول العربية، أخيراً، مع نظام الأسد، إلا أنَّ الردَّ الأميركي كان واضحاً بعدم دعمِ عمليات التطبيع، وفي المقابل بعدمِ منعِها بالكامل.

وتعتقد الإدارة الأميركية أنَّ تلك الأصواتِ المنتقدة لسياستها تجاه الأزمة السورية، غيرُ صحيحة، ولتثبتَ عكسَ ذلك قامت بزيارة الائتلافِ الوطني السوري في إسطنبول، وميليشيا “قسدٍ” شمالَ شرقي سوريا.

ونقلت صحيفةُ “الشرق الأوسط” عن مصادرَ سورية وأميركية موثوقة، اطَّلعت على نتائج الاجتماع بين وفدِ المعارضة السورية، والوفدِ الأميركي الرسمي في وزارة الخارجية بقيادة “إيثان غولدبريتش” نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، المختصِّ بالشأن السوري، أنَّ الزيارة جاءت لتأكيد موقفِ أميركا تجاه نظام الأسد، الذي تعارضه بشدّةٍ وترفض التطبيعَ معه، ولتصحيحِ الصورة المغالطة التي قالت إنَّ واشنطن تدعم فعالياتِ التطبيع التي تقودها بعضُ الدول العربية مع النظام.

وقالت المصادر إنَّ الاجتماع سلّط الضوءَ على الموقف الصحيح للإدارة الأميركية، كونَها لا تدعم جهود التطبيع الدبلوماسية، رغمَ أنَّها لا تدخل ضمن قانون قيصر، أما التطبيع الاقتصادي فكان جوابَ واشنطن أنَّه لا يوجد تساهلٌ في هذا الشأن، مشدّدين للوفد على أنَّه لا يوجد أيُّ قبولٍ ولا تسامحٍ في ذلك.

وطالب الوفدُ الأميركي، من المعارضة السورية، بضرورة تفعيلِ الحكومة المؤقّتة، لكي تلعبَ أدواراً مركزية وإدارية في مناطق سيطرتها، وشدّد على ضرورة أنْ تتحلّى الحكومة المؤقّتة، بالحكمة وتنسيقِ العمل، بأنْ تكونَ هناك إدارةً مركزية إدارية واضحةً، تتّسمُ بالشفافية المالية.

وفيما يخصُّ زيادةَ الدعم الأميركي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضةُ السورية، مثل “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، كتقديم دعمٍ تعليمي ومشاريعِ بنى تحتيّة، فإنَّ المسؤول الأميركي “غولدبريتش” أوضحَ أنَّ هذا الأمر يتطلّب قراراً سياسياً من البيت الأبيض.

كما شدَّد الوفدُ الأميركي على أنَّه لا يوجد أيُّ دعمٍ لعمليات إعادةِ الإعمار في سوريا، إلا بعد حلٍّ سياسي شاملٍ ينهي الأزمة السورية، ودعا إلى مراقبة دولية وشفّافة لانتخابات الحكومة المعارضة، ووعدَ بزيارات أخرى متبادلة بين المعارضة والإدارة الأميركية بعد 3 أشهر.

في المقابل، طالبت المعارضةُ السورية، الوفدَ الأميركي، بفرضِ عقوبات جديدة على نظام الأسد، والتزامِ دورٍ أقوى سياسياً، وبعدم التمييز بين الأطراف السورية المعارضة، وهو ما أكّده المسؤولُ الأميركي، بقوله إنَّ هناك مطالباتٍ وأصواتاً في أميركا، تنادي بدراسة عقوبات جديدة على نظام الأسد، إلا أنَّهم لم يوضّحوا تفاصيلَ أكثرَ عن الأمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى