معهدٌ عبريٌّ يُوصي إسرائيلَ بدعمِ ومساعدةِ نظامِ الأسدِ

تحدّث تقريرٌ لـ”معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي” (INSS) عن أهمية الوضع الحالي “المأزوم” في سوريا بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، والذي يشكّل فرصةً لإسرائيل للتأثير على تشكيلها واستقرارِها.

وأشار التقرير إلى أنَّ سوريا وبعد 11 عاماً، انتهت الحربُ بخسارة المعارضة السورية و”نصرٍ أجوفَ” لنظام الأسد من دون سيطرة فعليةٍ على جميع أنحاء سوريا، وأصبحت سوريا منقسمةً وتخضع تحت سيطرة قوى أجنبية، وتعاني من أزمة اقتصادية وإنسانية حادّة، وتشكّل هذه الفترة الانتقالية فرصةً سانحةً لإسرائيل للعبِ دورٍ في تشكيلها واستقرارها.

واعتبر التقريرُ أنَّ إيرانَ تستغلُّ الحربَ في أوكرانيا لتوسيع نفوذها على حساب النفوذ الروسي، موصياً بالتعامل مع سوريا المنقسمة وإقامةِ علاقات خاصةٍ مع الحلفاء المحليين المحتملين، لا سيما “الأكرادِ في شمالِ شرقي البلاد والدروز في الجنوبِ”.

ولفت التقريرُ العبري إلى أنَّ هناك عواملَ وأزماتٍ ستؤثّر على استقرار الدولة، فالحربُ غيّرت وجه سوريا، فالبلادُ مقسمة إلى أربع مناطق، وهناك أزمةٌ اقتصادية ولا حلَّ يلوح في الأفق، والوضعُ الإنساني فيها خطيرٌ، اللاجئون الذين فرّوا منها أعدادُهم كبيرة وكذلك النازحون داخلها، واللاعبون الأجانب أسسوا لوجودٍ طويلِ الأمد، والبلادُ في حالة توتّر بين مساعي نظام الأسد لتطبيع العلاقات مع الدول العربية والعلاقات مع إيران.

ويركّز هذا التقريرُ على أهمية الوضع الحالي في سوريا بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، وأهمُّ نقطةٍ هي استمرار الضربات الجوية، مع الحفاظ على آلية التنسيق مع روسيا، إضافةً إلى بذل جهود لإقامة خاصةٍ مع الحلفاء المحليين المحتملين في سوريا.

ويرى التقريرُ أنَّ الحرب في سوريا انتهت ببقاءِ نظام الأسد وانتصارِ التحالف الموالي له بمساعدة روسيا وإيران، واستعادتِه السيطرةَ على نحو 60% فقط من سوريا ونحو نصف سكانها، أما في المناطق الخارجةِ عن سيطرته فتمَّ إنشاءُ كيانات سياسية شبه مستقلّة، وبقيت سوريا بحكم الأمرِ الواقع مقسّمة إلى أربع مناطق، أراضي نظام الأسد، ومناطق سيطرة ميليشيا “قسد” شمالَ شرقي سوريا، ومناطق سيطرة الجيش الوطني السوري المدعوم تركياً، ومنطقة إدلب التي تسيطر عليها “هيئةُ تحرير الشام”.

ويشير التقرير إلى أنَّ الانقسام سيستمرُّ طالما لا توجد قوةٌ وحلٌّ سياسي يعيد توحيدَ البلاد، وسيادةُ نظام الأسد على كلّ الأراضي السورية ستبقى “فارغةً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى