منسّقو استجابةِ سوريا: أكثرُ من مئتي ألفِ طفلٍ بلا تعليمٍ شمالَ سوريا

أكّد فريقُ “منسّقو استجابة سوريا” وجودِ نحو مئتَيْ ألفِ طفلٍ بلا تعليمٍ في مخيّماتِ النازحين شمالَ غرب سوريا، بعد انقطاعهم لأسباب عديدةٍ كسُوء الوضعِ الاقتصادي وتوقُّفِ دعمِ المدارس وإغلاقِها.

وأوضح الفريق أنَّ هناك 930 مخيّماً بدون نقاطٍ تعليميّة، و193 ألفاً و843 طالباً لا يتلقّون التعليمَ، كما أنَّ هناك 36 ألفاً و848 طالباً متسرِّباً في المخيّمات.

ويدفع الواقعُ الاقتصادي والمعيشي السيِّئ للنازحين في مخيّمات الشمال السوري، الأطفالَ إلى تركِ مقاعدِ الدراسة واللحاق بسوق العمل، حيث إنَّ بعضَهم يمتهنون أعمالاً في غاية الصعوبة لا تناسب سنَّهم كالبناء ومعامل الحديد وغيرها.

يُضاف إلى ذلك عدمُ اهتمامِ الجهات المسيطرةِ على الأرض بقطاع التعليم
وإهماله← الضمير ااهاء على من يعود????

من ناحية تقديم الدعمِ للكوادر التدريسية وتأمين مستلزماتِ المدارس من قرطاسية وخدمات وتدفئةٍ في فصلِ الشتاء.

وفاقمَ هذه المشكلةَ إيقافُ بعض الحكومات والمنظمات الدولية دعمَها للمدارس في شمالِ غربي سورية، كما فعلت الحكومةُ البريطانية في شهرِ آذار الماضي، حيث قرّرت تخفيضَ الدعم المُقدمِ لقطاعِ التعليم في الشمالِ السوري.

وبحسب صحيفة “الغارديان” فإنَّ الحكومةَ البريطانية خفّضت التمويلَ المُقدم لمنظمة “سيريا ريليف”، التي تدير 133 مدرسةً في الشمال السوري.

وقالت الصحيفة: إنَّ شهرَ آذار، “شهد أكبرَ وأقسى تخفيضٍ في الميزانية المخصّصة لسورية، من ضِمن خطّةِ خفضِ النفقات السريعة التي كشفت عنها الحكومةُ البريطانية هذا العام، بهدف توفيرِ أكثرَ من 4.2 مليار جنيه إسترليني”.

ويعيش مئاتُ آلافِ السوريين في مخيّمات النزوحِ شمالَ غرب البلاد، ويزدادُ عددُهم بشكلٍ مستمرٍّ بعدَ مرورِ أكثرَ من عشرِ سنوات على اندلاع الثورة السورية، واستمرارِ عمليات القصفِ من قِبل نظام الأسد وروسيا.

وبلغ حجمُ التخفيض في المساعداتِ المخصّصة لسورية 69%، ويشمل ذلك التخفيضُ في الميزانية البرامجَ المخصّصة للتعليم والصحة العامة والنفسية وبرامجَ أخرى مخصّصة للاجئين الفلسطينيين، وفقاً للمصدر.

وقالت رئيسةُ قسمِ التواصل في منظمة “سيريا ريليف” جيسيكا آدامز: إنَّه “في حال عدم تمكُّن المنظمة من ملء الفراغ الذي خلّفَه قطعُ الحكومة البريطانية للتمويل سيصبح جيلاً كاملاً من الأطفال في الشمال السوري خارج المنظومة التعليمية”.

كما حذّرت آدامز خلال حديثِها لصحيفة “الغارديان” من النتائج المترتّبة على هذا الأمر، معربةً عن أملها في أنْ يتمَّ “التراجعُ عن هذا القرار السياسي؛ لأنَّ النتائج المترتبة عليه كثيرةٌ ومنها استغلالُ الأطفال والاتجار بهم وتجنيدِهم ضِمن مجموعات مسلّحة إضافةً إلى ارتفاعٍ في نسبةِ الزواج المبكّر والحملِ المبكّر”.

ووفقاً لإحصائيات المنظمة فإنَّ عددَ الأطفال الذين سيصبحون خارج المنظومةِ التعليمية سيرتفع إلى 100 ألفِ طفلٍ بحلول شهر آب الجاري، ويعود السببُ في ذلك إلى توجيه المانحين مساعداتِهم نحو أوكرانيا.

وتُعتبر “سيريا ريليف” أكبرَ منظمة غير حكومية، تقدّم الدعمَ للقطاع التعليمي في شمالِ غربي سورية، حيث عملت في السابق على تأمين ما تحتاجه 306 مدارسَ في سورية، في حين تدعم حالياً 24 مدرسةً فقط.

وفي سياق متّصل، أكّدت الأمينةُ العامة المساعِدة لمكتب الأممِ المتحدة لتنسيق الشؤونِ الإنسانية جويس مسويا، وجودَ أكثرَ من 2.4 مليون طفلٍ خارج المنظومة التعليمية في سورية.

ودعت “مسويا” في جلسةٍ لمجلس الأمن في أيار الماضي إلى رفعِ مستوى الدعم بشكلٍ كبير، لتجنيب المزيدِ من الأطفال خطرَ التسرّب من المدارس، قائلةً: “المطلوب الآن هو استثماراتٌ سريعة وكبيرة لمساعدتنا على كسرِ هذه الحلقة المفرغة من المعاناة والعنفِ واليأس”.

جديرٌ بالذكر أنَّ مركز “جسور” للدراسات أصدر من قبلُ خرائطَ تحليلية عن الواقع التعليمي في الشمال السوري، أظهرت وجودَ 684 ألفاً و220 طالباً متسرّباً في إدلب وريف حلب ومنطقة تلّ أبيض شمالَ الرقة ورأسِ العين بريف الحسكة، مُرجِعاً ذلك إلى قلّةِ اهتمامِ الجهات المانحة بقطاع التعليم، وعدمِ وجود كليات ومعاهدَ تغطّي عددَ الطلاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى