منسّقو استجابةِ سوريا: 36 ألف شخصٍ أجبروا على الفرارِ من ريفِ إدلبَ خلالَ يومينِ

قال فريق “منّسقو استجابة سوريا” إنّ أكثر من 36 ألف شخص أجبروا على الفرار من منازلهم في ريف إدلب خلال الساعات الـ48 الماضية، في وقت يواجه آلاف المدنيين النازحين شتاء قاسياً ودرجات حرارة متدنية وصلت إلى 6 درجات تحت الصفر.

ولفت الفريق في بيان اليوم الأربعاء، إلى أنّ آلاف الأسر السورية شمال سوريا تواجه فصل الشتاء بعواصفه وصقيعه وسط الفقر والعوز، وفيما تتدنّى درجات الحرارة وإمكانية وصولها إلى 6 درجة تحت الصفر، تعيش الكثير من الأسر النازحة في الخيام والمباني غير المكتملة والمجهّزة، وهم عاجزون من توفير أبسط سبل الدفء.

وأكّد بيان الفريق أنّ هناك الآلاف من المدنيين تستقبل الشتاء هذا العام لأول مرّة بعيداً عن ديارها بعد أن أُجبِروا على الفرار من العمليات العسكرية في شمال غرب سوريا، حيث نزح أكثر من 6,341 عائلة (36,144 نسمة) خلال 48 ساعة الماضية، لترتفعَ أعداد النازحين منذ 16 كانون الثاني إلى 80,922 عائلة (462,747 نسمة) وبذلك وصلُ عددُ النازحين داخلياً منذ تشرين الثاني 2019 وحتى تاريخ اليوم إلى 845,213 نسمة.

ونوّه الفريق إلى أنّ المخيمات الحالية للنازحين داخلياً تعاني من الاكتظاظ فيما بات من المحدود إيجاد المأوى في المنازل القائمة، وتغصُّ العديد من المدارس والمساجد بالعائلات النازحة، وحتى العثور على مكان في مبنى غير مكتمل بات من الأمور شبه المستحيلة، حيث ازدادت أعداد المخيمات في مناطق شمال غرب سوريا بشكلٍ ملحوظ خلال الشهرين الأخيرين لتصلَ أعداد المخيمات إلى 1,259 مخيم يقطنها 1,022,216 نسمة من بينها 348 مخيم عشوائي يقطنها 181,656 نسمة.

وشدّد البيان على أنّ الغالبية العظمى من النازحين هم من النساء والأطفال الذين لا يزالون، إلى جانب غيرهم من النازحين داخلياً، بحاجة ماسّة إلى المساعدة والحماية الأساسية، وتشمل الاحتياجات الرئيسية الغذاء والمأوى والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والحصول على التعليم، وتبرز الحاجة الماسة في الوقت الحالي إلى المأوى، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع بسبب الأحوال الجوية القاسية لفصل الشتاء. وقد اضطر العديد من الأشخاص للفرار عدّة مرّات، تاركين وراءهم ممتلكاتهم في ظلّ محدودية الأماكن التي يمكنهم المكوث فيها.

ونوّه إلى أنّ هناك عددٌ كبير من الأطفال النازحين الذين لا يذهبون إلى المدرسة، فالمدارس إما أنّها لا تملك القدرة على استضافة تلاميذ إضافيين أو يتمّ إغلاقها لأنّها تؤوي الآن النازحين، مما يضع ضغوطًاً كبيرة على البنية التحتية التعليمية غير الكافية أصلاً.

وناشد فريق “منسّقو استجابة سوريا” جميع الفعاليات الإقليمية والدولية العمل على مساعدة السكان المدنيين في مناطق شمال غرب سوريا من خلال زيادة العمليات الإنسانية في المنطقة لمواجهة أزمتي النزوح والشتاء الأخيرين والعمل على تأمين احتياجات المدنيين بشكلٍ عاجلٍ.

يأتي ذلك في وقت تشهد مناطق الشمال السوري عاصفة صقيع وثلوج قوية، في وقت تتصاعد حركة النزوح المستمرة من ريفي إدلب وحلب، حيث لاتزال مئات العائلات بدون مأوى مايعرّض حياتهم للخطر والأطفال للموت من البرد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى