منسّقو الاستجابةِ يحذِّرونَ من ارتفاعِ نسبةِ الفقرِ الشديدِ شمالَ غربِ سوريا

حذّرتْ منظّمةُ “منسّقو استجابةِ سوريا” من تزايدِ عجزِ القدرةِ الشرائيّة للمدنيينَ في شمالِ غربِ سوريا خلال شهرِ حزيران مقارنةً بالشهر الماضي، حيث ارتفعتْ الحدود الدنيا الأساسية لتصلَ إلى الأرقام الجديدة بناءً على أسعار صرفِ الليرة التركية، وارتفاعِ الأسعار.

ونشر الفريقُ اليوم الثلاثاءَ دراسةً حدّدَ من خلالها الحدودَ الدنيا للجوع والفقر للعائلات المقيمةِ شمالَ غربي سوريا، في ظلِّ انخفاض سعر الليرةِ التركية إلى مستويات قياسية خلال الأشهرِ الماضية، حيث خسرتْ ما يصل إلى 22 في المئة من قيمتِها منذ مطلعِ عام 2022.

وأصبحت الليرةُ التركيّةَ، منذ نحو ثلاثةِ أعوام، العملةَ الرئيسية التي يتعامل بها السكانُ في شمال غربي سوريا، ويتقاضون أجورَهم بها، ما جعلهم أكثرَ تأثّراً بتداعيات هبوطٍ العملة التركية في كلِّ شيء.

وبحسب الدراسةِ فإنَّ حدَّ الفقر المعترفِ به ارتفعَ إلى قيمة 3,875 ليرة تركية، كما ارتفع حدُّ الفقر المدقعِ إلى قيمة 2580 ليرةً تركيةً.

في حين ما زالتْ الحدودُ الدنيا للأجور في موقعها الحالي، مع الأخذِ بعينِ الاعتبارِ أسعارِ الصرف الحالية، حيث لم تشهدْ أيَّ زيادةٍ ملحوظة، حيث تراوحت الزياداتُ مع تغيّر سعرِ الصرف بين 243 إلى 280 ليرةً تركيّةً فقط، وفقاً للدراسة.

وأكّدتْ الدراسةُ ازديادَ حدِّ الفقر إلى مستويات جديدةٍ بنسبة 2.4 في المئة مما يرفع نسبةَ العائلات الواقعة تحت حدّ الفقرِ إلى 86.4 في المئة في شمالٍ غربي سوريا.

كما ارتفع حدُّ الجوعِ في شمالِ غربي سوريا، وفقاً للدراسة، إلى مستوى جديدٍ بزيادة بنسبة 1.6 في المئة مما يرفع نسبةَ العائلات التي وصلت إلى حدِّ الجوع 37.6 في المئة.

وازداد العجزُ الأساسي لعمليات الاستجابة الإنسانية التي تغطّيها المنظّمات بنسبة 9 في المئة، ليصلَ إلى نسبةِ 53.3 في المئة بحسب إجمالي تغطيةِ كلِّ القطاعات الإنسانية.

بملاحظة تغيّرِ الأسعارِ والنسبِ الحالية، لوحظت زيادةٌ كبيرةٌ في عجز القدرةِ الشرائية لدى المدنيين، كما لوحظَ بقاؤهم في حالة فشلٍ وعجزٍ على مسايرة التغيّراتِ الدائمة في الأسعار والذي يتجاوز قدرةَ تحمّلِ المدنيين لتأمين الاحتياجاتِ اليومية.

وتكمن المشكلةُ الأكبرُ حالياً، في حال لم يتمَّ التوصلُ إلى حلول دوليةٍ لضمان استمرارِ عمليةِ إدخال المساعداتِ الإنسانية عبرَ الحدود وتوقّفها في المنطقة، مما يزيد من معدّلات الأرقامِ الحالية إلى مستوياتٍ جديدة، وفقاً للدراسة.

وينتهي التفويضُ الاستثنائي الحالي لمجلس الأمنِ لإيصال المساعدات إلى شمال غربي سوريا عبرَ معبر “باب الهوى”، في 10 تموز المقبلِ، وذلك بموجب قرار المجلس رقم “2585” الصادرِ في تموز العام الماضي.

وتشدّدُ غالبيةُ الدول الأعضاءِ بالمجلس (15 دولةً)، باستثناء روسيا والصين، على أهمية استمرارِ المساعدات الإنسانية العابرةِ للحدود من تركيا إلى سوريا، بُغيةَ المحافظة على حياةِ ورفاهية أكثرَ من 4.1 ملايين شخصٍ محاصرينَ في شمالِ غربي سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى