منظمةٌ دوليةٌ تدقُّ ناقوسَ الخطرِ … أطفالٌ في لبنانَ سيموتونَ جوعاً قبلَ نهايةِ العامِ

حذّرت منظمة “أنقذوا الأطفال” (Save the Children) البريطانية من أنّ الأزمة الاقتصادية الخانقة في لبنان باتت تهدّد حياة ما يزيد على نصف مليون طفلٍ من المواطنين واللاجئين في بيروت وحدها.

وأشارت المنظمة في تقرير لها أصدرته اليوم، الأربعاء، إلى أنّ 910 آلاف شخص يعيشون في بيروت الكبرى، منهم 564 ألف طفل لا يملكون المال الكافي لشراء احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الطعام.

ووفقاً للتقرير فقد أجبرَ الوضعُ الاقتصادي المتردّي في البلاد ما يزيد على نصف مليون طفلٍ في بيروت على الكفاح من أجل الحياة أو على الجوع.

ولفت التقرير إلى أنّ عائلات الأطفال تعجز عن تأمين مستلزماتها الأساسية من طعام ومياه ودواء وكهرباء ووقود.

وقال مدير المنظمة بالوكالة في بيروت جادً صقر “سنبدأ بمشاهدة أطفال يموتون جوعاً قبلَ حلول نهاية العام الحالي”، مضيفاً “تضرب الأزمة الجميع، العائلات اللبنانية كما اللاجئين الفلسطينيين والسوريين على حدّ سواء”.

وحثّت المنظمة الحكومة اللبنانية، التي عقدت جلسات تفاوض غيرَ مثمرة مع صندوق النقد الدولي بهدف الحصول على دعم، على وضع آليات لتأمين الحاجات الأساسية للفئات الأكثرَ ضعفاً.

ونقلت المنظمة عن سيدة سورية تعيش في جنوبي لبنان، وهي أمّ لثلاث فتيات، قولها “إذا توفّر لدينا شيء للأكل، نأكل، وإذا لم يتوفّرْ لا نأكل”.

وأشارت السيدة إلى أنّ ابنتها البالغة من العمر تسع سنوات عرضت على والديها أنْ تقومَ ببيع المناديل الورقية في الشوارع، لتأمين الطعام والحليب لشقيقتيها.

ويعاني لبنان من أزمة مالية منذ تشرين الأول 2019، تبعتها مظاهرات طالبت بالإصلاح السياسي والاقتصادي في البلاد ومحاربة الفساد, لكنّ البلاد غرقت في أزمة مالية، وتصاعد عنف المتظاهرين ضدّ المصارف، نتيجة إجراءات تحديد سقفِ سحب الحسابات من الدولار.

وفقدت الليرة اللبنانية أكثرَ من 80% من قيمتها أمام الدولار، ووصل سعرُ صرفها إلى عشرة آلاف ليرة في “السوق السوداء” مقابل الدولار الواحد، بينما كان سعر صرفها محافظاً على قيمته منذ العام 1997، بسعر صرف 1507 ليرات مقابل الدولار الواحد.

وتأثر السوريون في لبنان بشكلٍ كبير بتبعات الأزمة الاقتصادية، خاصة مع توقّف أعمال جزءٍ منهم إثر انتشار فيروس “كورونا المستجد” وما تبعه من إجراءات حكومية لمنعِ تفشّي الفيروس.

ويعيش في لبنان نحو مليون ونصف مليون سوري بحسب الأرقام الحكومية، منهم حوالي 950 ألفاً مسجلين رسميًا لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى