مواجهةٌ أميركيةٌ ـ روسيةٌ حولَ مؤتمرِ اللاجئينَ السوريينَ

ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير لها أنّ واشنطن تكثّف جهودها الدبلوماسية لإحكام الخناق على “مؤتمرِ اللاجئين السوريين” المقرَّرِ في دمشق يومي 11 و12 الشهر الجاري وضمان مقاطعة الدول الأوروبية والعربية ومؤسسات الأمم المتحدة أعماله.

وأشارت الصحيفة أنّ الولايات تحاول إظهار “الأوهام الروسية” من المؤتمر والحيلولة دون تحقيق الاحتلال الروسي لهدفه بـ”فكّ العزلة” عن نظام الأسد وشرعنته وتحويل الإنجازات العسكرية إلى قبول سياسي، بالإضافة إلى منع “محاولة روسية للفصل بين مسار اللاجئين من جهة والعملية السياسية وتنفيذ القرار 2254 من جهة ثانية”.

ونوّهت الصحيفة إلى أنّه بعدَ وصول دعوة الاحتلال الروسي، عقدَ اجتماعٍ أوروبي بتنسيق مع الجانب الأميركي، واتخذ المشاركون قراراً جماعياً بمقاطعة المؤتمر.

وأعلن منسّق الشؤون الخارجية والأمنية الأوروبية جوزيف برويل ما معناه أنّ ظروف عودة اللاجئين “ليست متوفّرة”، لافتاً إلى ضرورة احترام المعايير التي وضعتها “المفوضية السامية لشؤون اللاجئين”.

ورأى المجتمعون أنّه من الضروري أنْ تتمَّ عودةُ اللاجئين بناءً على قرارهم الحرِّ، على أساس المعرفة ذات الصلة بالظروف العامة في سوريا، وبخاصة في المناطق المقصودة بالعودة.

وحثّ المجتمعون، بحسب الصحيفة، على ضرورة إلغاء القانون الذي أصدره نظامُ الأسد بخصوص ممتلكات المهجرين، وقانون تصريف المئة دولار، والتعهّد بعدم الملاحقة عبْرَ ضمانات تقدّم لهم، وكلُّ ذلك يكون بعدَ إحراز تقدّم في عمليات الحلِّ السياسي.

وترى الولايات المتحدة أنّ مبادرة الاحتلال الروسي تحمل ثلاثة رهانات خاطئة، أولها, “الرهان على تغيير موقف واشنطن بعد الانتخابات الأمريكية وهو لن يتغيّر وستبقى العقوبات سارية المفعول،

أما الرهان الثاني فهو إيجاد فجوة بين الدول التي تستضيف اللاجئين والمجتمع الدولي، فتلك الدول لا ترى الظروف مناسبة لعودة السوريين.

والرهان الثالث فهو ممارسة الضغط على الدول الأوروبية لمقايضة عملية إعادة اللاجئين السوريين مقابل تقديم مساعدات مالية لمناطق سيطرة نظام الأسد، وهو فعل خاطئ، بحسب واشنطن، لأنّ الموقف الأوروبي ثابت ومتماسك.

وقد شهدت الأيام الماضية نشاطًا دبلوماسياً روسياً في المنطقة، حيث زار مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا “ألكسندر لافرينييف” عدداً من الدول المجاورة لسوريا والتي تستضيف اللاجئين كلبنان والأردن، واستثنى تركيا مع العلم أنّها تستضيف القسم الأكبر من اللاجئين.

الجدير ذكره أنّ مجموع أعداد السوريين في مناطق سيطرة الأسد لا يتجاوز نسبته ثلث سكان سوريا الحقيقي، فنسبة اللاجئين السوريين في دول العالم ودول الجوار السوري زادت عن عشرة ملايين بحسب إحصائيات حقوقية، ويتواجد خارج سيطرة النظام قرابة أربعة ملايين في إدلب وما يجاورها، علاوةً على وجود قرابة ثلاثة ملايين سوري في مناطق سيطرة “قسد” ومناطق سيطرة الجيش الوطني شمال وشمال شرقي سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى