موقعٌ روسيٌّ يكشفُ عن رسالةِ أرسلها الأسدُ لموسكو لدعمِه عسكرياً في بدايةِ الثورةِ السوريةِ.

نشرت صحيفة “زافترا” الروسية مقالة للكاتب “رامي الشاعر” تحت عنوان “هل تلجأ دمشق للتطبيع مع إسرائيل؟”، شرح فيها عن رسالة وجّهها نظام الأسد إلى موسكو في 2013 يستجدي فيها التدخُّل الروسي لإنقاذه من السقوط.
.
وتحدَّث في مقاله أنَّ الكثير يتساءلون عن دور الضامن الروسي في هذه الأوقات الحرجة التي يعيشها الشعب السوري، وعن دور موسكو عندما كانت سوريا على حافة الهاوية، وقبل أيام من وقوع البلاد بأسرِها في أيدي “الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية” حسب رأي كاتب المقال.

وأكَّد الكاتب في مقاله حول كيف كانت دمشق على بعد أيام من صدام عسكري حتمي، وكانت استجابة موسكو لنداء الأسد للمساعدة،

والتدخل من أجل إنقاذ البلاد والسيادة السورية هو الحل الوحيد.

ولفت الكاتب إلى أنَّ الرسالة التي وصلت في الساعة 16:56 بتاريخ 24 نوفمبر عام 2013 إلى القيادة الروسية من نظام الأسد، وجاء فيها بالنص :

“لقد قدّمنا الأسلحة الكيميائية للمجتمع الدولي، واضعين ثقتنا بأنْ تقدّم روسيا البدائل اللازمة لمواجهة العدوان الإرهابي على وطننا، لكنَّ الأمور في الوقت الراهن تشير إلى انهيار مفاجئ محتمل خلال أيام معدودة، بعد خسارتنا بالأمس أكبر 5 بلدات في الغوطة، ووصولِ المسلّحين إلى مسافة 3 كيلومترات من مطار دمشق الدولي، وقطعِهم طريق دمشق حمص الدولي، بعد احتلالهم مدينة دير عطية، ونفاذِ قدرتنا البشرية والنارية. لهذا فإنَّ هناك ضرورة ماسّة جداً للتدخل العسكري المباشر من قبل روسيا، وإلا سقطت سوريا والعالم المدني بأسرِه بيد الإرهابيين الإسلاميين”.
حيث قامت عدّةُ مواقع روسية بنشر الرسالة، و أكّدت أنَّها صحيحة 100%، و أثارت تساؤلات عديدة، أهمها هو تاريخ الرسالة الذي يعود لـ2013 أي قبل سنتين من التدخُّلِ الروسي الفعلي في سوريا والذي جاء في 2015، أي روسيا احتاجت سنتين حتى اتّخذتْ قرارها في التدخُّل العسكري.

وعلّق العديدُ من السياسيين والمتابعين على الرسالة بقولهم، أنَّها بالتأكيد صادرة عن رأس النظام “بشار الأسد: وليس عن أحدٍ آخر، لأنَّها تطالب بتدخُّلِ دولة أجنبية في سوريا، وهو ما لا يستطيع أيُّ شخص طلبَه إلا من هو بمنصب الرئيس.
حيث رأوا أنَّ نشر هذه الرسالة التي من المفروض أنْ تكون سريّةً بعد مرور 7 أعوام فقط عليها ما هو إلا استخفاف بنظام الأسد وشخص الأسد نفسه، والذي ما فتئ يكرّر الأسطوانة ذاتها عن قوة جيشه الذي هزم الإرهابيين لوحده ووحده فقط.
يذكر أنَّ التدخل الروسي احتاج سنتين بعد هذه الرسالة، وهي مدّة طويلة جداً، ما يعني أنْ الأسد قد تنازل وتنازل وتنازل عن كلِّ شيء ربما حتى يحمي كرسيه ونظامه من السقوط، وهو ما نشاهده واقعاً الآن من سيطرة موسكو على كلِّ شيء في سوريا تقريباً خاصة الموانئ والمطارات والقواعد العسكرية، وأيضاً الفوسفات والنفط، ولا ننسى هنا جيش الأسد نفسه الذي أصبح جزءاً كبيراً منه تحت القيادة الروسية المباشرة.

وقد أشارت المقالة أنَّه في الوقت الذي كانت كلاً من تركيا وإيران وأمريكا في سوريا، كان على روسيا أنْ تبدأ مباشرة، عقبَ تدخُّلها العسكري المباشر، في التنسيق مع تركيا وإيران، وإنشاء قناة اتصال عسكرية مع القوات الأمريكية الموجودة على الأرض في سوريا.

وبعد ذلك كانت قد تشكّلت مجموعة أستانا، وشاركت أيضاً أطراف معنية أخرى في مجموعة أصدقاء سوريا الدولية، والتي كانت تشارك فيها أيضاً إيران إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وغيرهم، حتى جاءت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وأوقفت مشاركتها في هذه المجموعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى