ميليشيا “فاطميون” تلعبُ دوراً هامّاً في مساعدةِ إيرانَ وعناصرُها غاضبونَ من تجاهُلِ طهرانَ لقتلاهم

قال محلّلون وخبراءُ، إنَّ ميليشيا “لواء فاطميون” الأفغانية في سوريا، تلعب دوراً مهمّاً في مساعدة إيران على تنسيق الأمور اللوجستية على الأرض بين شبكة الميليشياتِ التي تدعمها وتموّلُها وتمدُّها بالأسلحة في جميع أنحاءِ المنطقة.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز”، عن محلّلينَ وخبيرٍ استراتيجي عسكري تابعٍ لميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، طلب عدمَ الكشفِ عن هويته، أنَّ “فاطميون” تشرف على قواعد تشكّل محطّاتٍ رئيسة على طول سلسلةِ توريد الأسلحة، بما في ذلك الطائراتُ من دون طيّارٍ وأجزاءُ الصواريخِ والتكنولوجيا، التي تشقُّ طريقَها من إيران إلى العراق ثم سوريا وميليشيا “حزب الله” في لبنان.

وأوضح مديرُ برنامج سوريا بمعهد “الشرق الأوسط” تشارلز ليستر، أنَّه “عندما تجمّدَ الصراعُ السوري الأوسع منذ سنواتٍ عدّة، كان هناك توقّعٌ بأنْ يعودَ عناصرُ ميليشيا (فاطميون) إلى وطنهم، وأنْ يتمَّ حلُّ الميليشيا وتسريحُ قواتها، لكنَّهم اندمجوا نوعاً ما في الشبكة الإقليمية الأوسع ووجدوا دوراً جديداً يلعبونه، وهو الصمودُ وتنسيقُ الخدمات اللوجستية والتنسيق على نطاق أوسعَ على الأرض”.

ونفى محلّلون وجودَ دليلٍ على أنَّ “فاطميون” ضالعةٌ بشكلٍ مباشر في الهجمات ضدَّ القواعد الأميركية في سوريا والعراق.

من جانب آخر، كشفت الصحيفةُ عن خسائرَ الميليشيا خلال الغاراتِ الأمريكيّة الأخيرةِ على سوريا والعراق، وأنَّ عناصرَ الميليشيا “يشعرون بالغَبْن” بسبب تجاهُلِهم بشكلٍ كبيرٍ في إيران.

وأوضحت أنَّ العناصرَ البالغَ عددُهم 12، الذين قُتلوا بهجمات أمريكية على مواقع الميليشياتِ الإيرانية في سوريا الشهر الماضي. لم يكونوا إيرانيين بل أفغاناً مُنضَوِينَ بصفوف ميليشيا “فاطميون”.

وأشارت الصحيفةُ إلى أنَّ المسؤولين الإيرانيين، نفوا علناً، وجودَ أيّ عسكريين على صلةٍ بإيران بين القتلى، كما لم يصدر “الحرس الثوري” الإيراني. أيَّ بيانٍ يقرُّ فيه بمقتل الأفغان الذين يعملون تحت قيادته. كما يفعل عادةً عندما يُقتل أفرادٌ من القوات الإيرانية، ولم يهدّد أيُّ مسؤولٍ بالانتقام لقتلهم.

وبحسب الصحيفة فقد أعرب أفغانٌ -بينهم مقاتلون من “فيلق القدس”- عن غضبهم وإحباطِهم من طريقة تعامُلِ إيران مع مقتل أولئك العناصرِ، وتساءَل بعضُهم عن سبب صمتِ “الفيلق”، واصفين ذلك بـ”التمييز”.

ونقلت الصحيفة عن الخبير الأفغاني في شؤون “المسلّحين والحركاتِ الإرهابية” بالشرق الأوسط حسين إحساني. قولَه، “هناك قلقٌ متزايدٌ بين الأفغان من أنْ يتمَّ قتلُهم دون أنْ تحميَهم إيران. بل وتتبرّأ منهم لحماية مصالحها.. إنَّهم يشعرون بأنَّهم يتمُّ استخدامُهم ذخيرةً للمدافع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى